النار التي يشعلها ترامب في إيران يمكن أن تنتقل إلى روسيا

تحت العنوان أعلاه، كتبت صوفيا ساتشيفكو، في “سفوبودنايا بريسا”، حول مخاطر انتقال الحرب في حال اندلاعها في إيران إلى منطقة بحر قزوين، وبالتالي روسيا.

وجاء في المقال: كلما حاولت الولايات المتحدة اضغط، زادت مقاومة إيران. دونالد ترامب، منذ أشهر يهدد إيران، بل أرسل قوات عسكرية إضافية إلى المنطقة. ومن أيام قليلة، أعلن استعداده لتوجيه ضربة للجمهورية الإسلامية. ويبدو أنهم في الكونغرس الأمريكي يدركون خطورة الوضع، فقد اعتمد مجلس النواب، مؤخرا، تعديلا يحد من قدرة الرئيس على شن حرب على إيران. وفي وقت سابق، اتخذ مجلس الشيوخ الأمريكي قرارا مشابها.

وفقا لعضو مجلس خبراء لجنة الدوما الحكومية لشؤون رابطة الدول المستقلة، والتكامل الأوراسي والعلاقات مع الروس فيها، ألكسندر سافيليف، سوف تستمر الضغوط الأمريكية على إيران. وقال:

احتمال نشوب صراع عسكري واسع النطاق ليس كبيرا جدا، لكن يمكن أن يندلع نتيجة تفاقم الصراع قبل الانتخابات في الولايات المتحدة، حيث اعتادوا على حل المشاكل السياسية الداخلية عن طريق إثارة تصعيد النزاعات الدولية، أو في حالة تصعيد غير مقصود، قد يحصل نتيجة عطل فني أو أخطاء بشرية.

ما هي العواقب المحتملة لزعزعة استقرار المنطقة بالنسبة لروسيا، بالنظر إلى أن إيران بلد في منطقة بحر قزوين؟

سوف تستمر زعزعة الاستقرار في منطقة بحر قزوين، باعتبارها واحدة من المناطق الأكثر تعقيدا ومفصلية في أوراسيا وفي العالم، ذلك أن أي تقارب، وأي برامج تطوير مشتركة لدول أوراسيا الكبرى (بما في ذلك، أوروبا)، يمثل تحديا وجوديا للولايات المتحدة.

التصعيد حول إيران، وخاصة العسكري منه، يزعزع الوضع الإقليمي، خاصة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقوقاز. وهذا يشمل دول رابطة الدول المستقلة ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وروسيا نفسها في بحر قزوين. لذلك، لا يمكننا الفرجة بلا مبالاة على ما يحدث عند حدودنا.

قد يؤدي الصراع العسكري مع إيران، حيث يعيش كثير من الأذربيجانيين، إلى زعزعة الوضع في أذربيجان. وقد يؤدي إلى تفاقم الصراع في قره باخ. وبالتالي، “إضرام النار” في كامل القوقاز مع علاقاته العرقية المعقدة.

هذه المخاطر وغيرها، تحدد الموقف الروسي ودعم موسكو لمصالح إيران المشروعة، الدعم المبني على المصالح الوطنية الروسية، بما في ذلك في مجال الأمن، وعلى أساس القانون الدولي الذي كثيرا ما يداس اليوم.

صوفيا ساتشيفكو- “سفوبودنايا بريسا”