“رد أردوغان “الروسي” على ترامب: الأتراك سيغلقون البوسفور أمام الأمريكيين” عنوان مقال فيكتور سوكيركو، في “سفوبودنايا بريسا” حول تفاقم الخلاف بين واشنطن وأنقرة، ووضع أردوغان المهزوز.
وجاء في المقال: ها هي ثامن طائرة من طراز An-124 توصل مكونات إس-400 إلى تركيا، وقريباً ستدخل الكتائب الأربع في الخدمة القتالية.
وهكذا، أصبحت تركيا، بدرجة ما، دولة مارقة في نظر أعضاء حلف الناتو، بما في ذلك الولايات المتحدة، ومعظم الدول الأوروبية. وحتى وقت قريب، كانت واشنطن مجبرة على أخذ وضع أنقرة بالحسبان، بوصفها حليفا قويا (في الناتو) إلى درجة كافية. ومع أن الإعلان عن العقوبات الأمريكية على تركيا، الذي كان مقررا في الـ 12 من يوليو، تم إيقافه، إلا أنهم سرعان ما عادوا إلى الحديث عن إجراءات “عقابية”.
وفي الصدد، قال المعلق العسكري فلاديسلاف شوريغين: “إن وضع أردوغان الآن مهزوز بما فيه الكفاية. فهو، بتعبير مجازي، يبدل الخيول عند المعبر، وينتقل من الغرب إلى الشرق. هذه الخطوة مسوغة، ولكنها تتطلب إنجازات حقيقية في التعاون الجديد. وليس الجميع يدعمون أردوغان في تركيا. فما زالت ماثلة في الأذهان محاولة الانقلاب في يوليو 2016، عندما حاول الجيش الاستيلاء على السلطة في البلاد؛ وتعرض حزب أردوغان لهزيمة شديدة في انتخاب عمدة اسطنبول في يونيو من العام الجاري. يمكن افتراض أن وزارة الخارجية الأمريكية ستقلّب مواقفها من أحزاب المعارضة، أو حزب الشعب الجمهوري نفسه، أو العسكريين غير الموالين. يدرك أردوغان هذا جيدا. لذلك، يقوم باسترضاء العسكر بكل طريقة ممكنة، في محاولة لاستمالتهم. لكن التناقض مع الأمريكيين، الذين شاركوا في صياغة الشكل الجديد للجيش التركي، يمكن أن يتسبب في صراع جديد بين الرئيس والعسكريين. لذلك، يحتاج أردوغان إلى اتخاذ خطوات فعالة لإظهار صحة مسار التعاون العسكري مع روسيا. على سبيل المثال، التوصل إلى اتفاقات مع موسكو بشأن كردستان لمصلحته؛ الحصول على دعمها بشأن النزاع مع قبرص. وطالما هذه المشكلات لا تزال عالقة في الهواء، فإن أردوغان مجبر على المناورة بين بوتين وترامب، ومضطر إلى أن يكون أقرب إلى روسيا من الولايات المتحدة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة