تحفل مسيرة المفكر الراحل الدكتور عبد الكريم اليافي بإنجازات على المستويات الأكاديمية والبحثية والمعرفية استحق عليها التكريم من وطنه بأعلى المستويات وأن يتم إحياء ذكراه رغم مرور إحدى عشر سنة على رحيله.
واستعاد عدد من تلامذة وطلاب المفكر الراحل محطات من إبداعه خلال ندوة قامات في الفكر والأدب والحياة الشهرية التي أقامتها وزارة الثقافة بمكتبة الأسد الوطنية بعنوان (عبد الكريم اليافي المفكر الموسوعي والأديب البارع).
الدكتور عدنان مسلم تحدث عن اليافي والرأسمال المعرفي والاجتماعي منوهاً بما قدمه من إنتاج معرفي وفير للعلم ورواده مستعرضا كتبه ذات العلاقة بالثورة المعرفية الاجتماعية متوقفا عند الرأسمال الاجتماعي لشخصية اليافي الذاتية بما تجسده نظرية الرأسمال الاجتماعي لعالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو مع تطبيق لعناصرها المتجسدة في اليافي من عوامل الثقة والعلاقات الاجتماعية والقيم المنظومة القيمية.
الدكتور علي إسبر قدم قراءة آراء عبد الكريم اليافي الفلسفية معتبرا أنه لم يركز اهتمامه في الأبحاث الفلسفية البحتة ولم يعن بوضع نظريات في مباحث الفلسفة الثلاثة الرئيسية /علم الوجود ونظرية المعرفة وعلم القيم/ وإنما عني بالانفتاح على العالم وإحداث نوع من التمازج الوجداني معه معولا في فهمه للوجود جامعا بين العلم الوضعي والتصوف داعيا لإكساب العلوم كلها طابعا روحيا وأن يظل الدين على تماس مع الجديد في العصر ليثبت أن الثقافة الإسلامية الحقة تتضمن جذورها بذور تجديدها مطالبا بإصلاح ديني قائم على الأخذ بأسباب العلم وعلى اعتماد التصوف لمواجهة الظلامية والحداثة المفرطة.
واختتم الدكتور اسماعيل مروة محاور الندوة بالحديث عن عبد الكريم اليافي كأديب وشاعر بالقول: “في تربيته كان أبا وفي تعليمه كان أستاذا وكان فيلسوفا وكان من أهم من أشرفوا على رسائل الماجستير.. من الجانب الأدبي كان له مجموعة كبرى من الدراسات والمقالات وعندما كان يتحدث في اللغة كانت تتفتق اللغة في يديه”.
وبين أن الراحل أصدر ديوانا بعنوان /حصاد الظلال/ نجده يحتوي شعرا عاليا في لغته وأوزانه وبحوره لكن مؤلفه برأي مروة ليس شخصا مجربا للشعر بل هو يجيده فنا ونظما لكنه لا يمتلك ولا يقبل أن ينزل من مكانته الفكرية والفلسفية والمعرفية ليجابي الشعراء في أدبهم وصورهم وهو أمر طبيعي فهو يفلسف الأمور ويبنيها ضمن محاكمة عقلية هادئة.
سانا