قصائد يوم الجلاء… أيقونات خالدة لكبار الشعراء

يحظى شعر الجلاء بمكانة مهمة في ديوان الشعر السوري المعاصر وكيف لا وقد ضم بين جنباته شعراء كباراً ومناضلين ثاروا بوجه الاحتلال منذ أيامه الأولى وحتى اندحاره عن الوطن.

هذه المناسبة العظيمة التي حجزت مساحة مهمة لدى شعرائنا يقول عنها الأديب الطبيب نزار بني المرجة في حديث مع سانا الثقافية “صدحت حناجر الشعراء السوريين لتتغنى بأفراح الجلاء ولتوثق لتلك الفترة المجيدة من تاريخ سورية الحديث”.

وتوقف بني المرجة عند الاحتفال الذي شهدته دمشق قبل 74 عاماً يوم جلاء المستعمر وشارك فيه نخبة من كبار الشعراء حيث ألقى بدوي الجبل الذي نفاه الاحتلال لمرات وكان أحد المناضلين ضده قصيدة من عيون الشعر قال فيها

“جمرة الحق فسبحان الذي

صاغ هذا الجمر من ظل وماء

الورود الحمر.. ذكرى وهوى

وطيوف من جراح الشهداء”.

أما شاعر العاصي بدر الدين الحامد فأنشد بحسب بني المرجة قصيدته “يوم الجلاء” التي استذكر فيها سنوات النضال ضد الاحتلال وما بذل فيها السوريون من تضحيات حيث قال:

“ست وعشرون مرت كلما فرغت

جام من اليأس صرفا أترعت جام

لولا اليقين ولولا الله ما صبرت

على النوائب في أحداثها الشام”.

ويشير بني المرجة إلى قصيدة مازلنا نرددها إلى يومنا هذا ولا سيما بعد أن تحولت إلى أغنية سائرة وهي يا عروس المجد لعمر أبو ريشة التي قال فيها:

“يا عروس المجد تيهي واسحبي

في مغانينا ذيول الشهب

كم لنا من ميسلون نفضت

عن جناحيها غبار التعب”.

وأما شاعر الشام شفيق جبري فأنشد يومها قصيدة تتفجر من أعماقها مشاعر النشوة للثأر ليوم ميسلون ولطرد المحتل من ثرى سورية فقال:

“تكاد تفلت من أكفانها رمم..

لتشهد الثأر يوم الثأر مشهود

يا ميسلون وما الأحداث منسية..

ذكرى تفيئها تلك الأماليد

يا فتية الشام للعلياء ثورتكم..

وما يضيع مع العلياء مجهود”.

ويتحدث بني المرجة عن قصيدة الشاعر المهجري زكي قنصل التي تغنى فيها بأبطال الجلاء الذين فجروا الثورات ضد المستعمر قائلا:

“من راهم يغشون نار البراكين

رأى كيف يزحف التيار

من راهم يجرون في حومة

رأى كيف يعصف التيار”.

ومن المهجر أيضاً تغنى الشاعر جورج صيدح بعيد الجلاء حيث سرد بني المرجة قصيدته البديعة ولكنها لم تأخذ حظها من الشهرة حيث جاء فيها:

“هيئي يا دمشق أقواس نصر

من عناق الأعلام والمشرفية

وانظمي موكب الجلاء وسيري

أمة بالجهاد تبعث حية

خطبوها في ميسلون فأدى

يوسف المهر بالماء الزكية”.

تلك القصائد التي ألقيت والأرض السورية تلفظ أخر جندي من جنود الاحتلال كتبت بمداد الدمع والدم لشعراء عايشوا تلك المرحلة وكانوا بصفوف المناضلين المطالبين بالاستقلال بالقلم كما بالسيف.

سانا