رحلة عمر في المسرح والسينما والتلفزيون مع الفنان ممدوح الأطرش

الفنان والمسرحي ممدوح الأطرش صاحب مسيرة فنية حافلة تمتد لنحو نصف قرن حيث كان من أوائل الفنانين السوريين الأكاديميين ومن الآباء المؤسسين للمسرحين الاستعراضي والعمالي فضلا عما لديه من حصيلة فنية زاخرة في المسرح والسينما والتلفزيون تأليفا وإخراجا وتمثيلا.

ويستعيد الفنان الأطرش محطات من مشواره الفني خلال حديث خاص مع سانا الثقافية فيقول: “لدى حصولي على شهادة بكالوريوس في التمثيل والإخراج من المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة سنة 1973 فضلت العودة إلى بلدي رغم أني اشتركت في عدد من عروض المسرح القومي في مصر مع أعلام التمثيل آنذاك وكنت في العشرينيات من العمر”.

ويتوقف الأطرش عند أول عمل قدمه لدى تخرجه وهو مسرحية المعثر ويصفها بأول عمل سوري مصري مشترك شارك فيه فنانون راحلون أمثال كمال الشناوي وزيزي البدراوي ورشوان توفيق وأحمد عداس والفنانة أنطوانيت نجيب.

ويضيف الأطرش: “كان طموحي عندما رجعت إلى سورية تقديم ما تراكم لدي من خبرات ومعارف على الخشبة ولاسيما أنه كان لدي مشاركات في عروض لمسرح الشبيبة قبل السفر فكنت من المؤسسين للمسرح العمالي في سورية حيث قدمنا العديد من العروض منها النساجون”.

ويفخر الأطرش بكونه مؤسس المسرح الاستعراضي في سورية عبر عرض عرس التحدي بطولة الفنانين الراحلين وديع الصافي ومحمود جبر إلى جانب الفنانة سميرة توفيق وثمانين فنانا سوريا والذي يعتبره أضاف معاني مهمة للمسرح ككل في سورية.

وحول واقع المسرح الاستعراضي يرى أن ما يقدم حاليا من عروض لا تحمل مقومات العمل الغنائي الاستعراضي برغم محاولات بعض الفرق التي يجدها قدمت مسرحا يعتبر ناجحا مثل إنانا وأورنينا.

تعلق الأطرش بهذا القالب المسرحي جعله يعود بقوة إليه في سنوات الحرب على سورية فقدم عدة أعمال وهي “الطريق إلى الشمس” الذي عرض على مسرح دار الأوبرا ويتناول نضال السوريين ضد الاحتلال الفرنسي مسقطا تلك الحقبة على الواقع الحالي.

وقدم الأطرش أيضا مسرحية الوصية التي عرضت على مسرح الحمراء وجسدت معاناة السوريين من جرائم التنظيمات الإرهابية في ضاحية عدرا العمالية عبر توثيق غنائي استعراضي.

وينتقد الأطرش ظاهرة نزوح الفنانين عن المسرح إلى التلفزيون والسينما مؤكدا أنها مسألة خطيرة أثرت على المسرح وكانت سببا في تأخره إلى حد كبير وأرخت بظلالها على الثقافة ككل.

ويضيف الأطرش: “المسرح هو عنوان الحضارة والفنان عندما يبتعد عنه فإنه يفضل مصلحته الفردية على العامة بدعوى أن العمل على الخشبة لا يعطي مردودا كافيا لذلك لا بد من الاهتمام بالمسرح وتوفير طاقات مناسبة لدعمه”.

وحول ما قدمه من أدوار في الدراما السورية يعتبر صاحب شخصية جميل في مسلسل الخربة أنه لا يزال هاويا لذلك فإن قدم ما أسند إليه من أدوار بشغف ساعيا إلى أن يزيد من قيمتها الفنية فالرغبة والهواية عنده هما أساس نجاح العمل وهو مصر على الوفاء لهذا المنهج للنهاية.

وعن دور المعهد العالي للفنون المسرحية في سورية بدعم الحركة الفنية يرى الأطرش في هذه المؤسسة الأكاديمية أمل للفن في سورية لأنها الوحيدة لغاية الآن التي تقدم قيمة علمية ودراسة منهجية ولكنها تحتاج إلى التطوير لتواكب ما لدى الفنان السوري من مقومات عالية على الإبداع.

وحول حضور السينما السورية الحالي يوضح الفنان الذي شارك في 37 فيلما سوريا ومصريا أن معاناة السينما لدينا تتجلى في قلة الصالات المخصصة والمجهزة لعرض الأفلام وتحتاج للمزيد من العمل لتحقق الفائدة والدور المطلوبين منها.

ويؤكد ابن الرابعة والثمانين عاما في ختام حديثه أنه لا يزال يطمح لتقديم المزيد في مشواره الفني معربا عن أمله بأن تسمح له الظروف بتنفيذ نص تلفزيوني كتبه من 30 حلقة تحت اسم ميثا وهو ملحمة شعبية إضافة لعمل كتبه بالشراكة مع عبد الكريم ناصيف بعنوان لهيب لا ينطفئ والذي يوثق نضال السوريين ضد الاحتلال.

سانا