عازف العود حمدي الشاطر… يحمل رسالة الأب والجد نغماً وطرباً

تناغم سمعه منذ الطفولة على صوت العود، وتشبعت روحه باللحن الأصيل فعشق عازف العود حمدي الشاطر ألحان أبيه وجده التي كانت الحافز الأكبر له لعشق هذه الآلة.

وارتقى الشاطر عبر السنين بمهاراته الإبداعية فعمل على مداعبة أوتار العود، وجعلها تتناغم مع ريشته لترسل ألحاناً وصل بها إلى العالمية، وجعلت من صاحبها يتصدر الصف الأول للفرق الموسيقية التي أشبعت الطرب الحلبي قدوداً وموشحات يتغنى بها عشاق الفن والغناء.

وعن نشأته الموسيقية أشار الشاطر لمراسل سانا إلى أنه تربى في أسرة فنية، حيث كان جده حمدي الشاطر أستاذاً ومدرساً لآلة الكلارينيت في مديرية المعارف سابقاً، كما واصل والده أسعد الشاطر مسيرة جده الفنية بالعزف على آلة العود، وعمل مع كبار المطربين في سورية، ومنهم الراحل صباح فخري والفنانة ميادة الحناوي، وفي الأعوام الأخيرة أصبح يعزف بمفرده وبشكل يومي ضمن حفلات عزف منفرد للعود.

ويعتبر العود من الآلات الموسيقية الشرقية القديمة وفقاً لما قاله الشاطر، حيث شهد تطوراً متواصلاً حتى وصل إلى شكله الحالي، وتكمن أهمية العود لكونه ظلاً مرافقاً للفنانين والمطربين بالعزف والتلحين، ولازمهم حتى خلال لقاءاتهم الشخصية، لافتاً إلى أن العود والقانون هما من أوائل الآلات في الوطن العربي ورمز التخت الشرقي.

وتحدث عن مدارس فن العود التي تنوعت، ومنها السورية والعراقية والفارسية والتركية وكل مدرسة لها خصوصيتها وجمالها ونكهتها، معتبراً أن العود كان بمثابة آلة البيس التي وجدت في الفرق الشرقية القديمة قبل دخول آلات التشيللو والغيتار والكونترباص الجديدة على الموسيقا الشرقية، وبهذه المرحلة تغير أسلوب وشكل العزف بالنسبة لآلة العود، وخاصة بالوقت الحالي حيث أصبح لها استقلالها وخصوصيتها.

ونصح الشاطر جيل الشباب أو أي مطرب ناشئ بتعلم العزف على العود لكونه مرجعاً بسلم العزف والمقامات الموسيقية، مؤكداً سعيه لتعليم الشباب تراث هذه الآلة التي تعد أساس أغاني الموشحات والدور والقصيدة.

يذكر أن الشاطر انتسب في عام 1984 للمعهد العربي للموسيقا التابع لوزارة الثقافة، وتخرج فيه عام 1992 بإشراف والده، ثم اتبع دورات تقوية للعزف على العود، وكان من أساتذته الراحل عاطف خياطة ومحمد قصاص، ثم اتجه لاحتراف الموسيقا، حيث انتسب في العام 2006 لنقابة الفنانين في سورية، وشارك بحفلات داخل سورية وخارجها، ومنها في تونس ومصر ودول الخليج وهنغاريا وفرنسا وانكلترا.

والشاطر حالياً رئيس مكتب الثقافة والإعلام بنقابة الفنانين في حلب، ويعمل رئيساً لقسم الآلات الشرقية في المعهد الذي تخرج فيه، والذي يشهد إقبالاً من الأجيال الشابة والواعدة لتعلم العزف على العود والقانون فيه.