الإعلامي شادي العاني محاضراً في ثقافي المزة .
قدم الإعلامي شادي بحثاً هاما ودقيقاً حول دور الإعلام في الحرب على سوريا متناولا عدة محاور هامة مستفيضاً في شرح أدق التفاصيل حيث بدأ محاضرته بالحديث عن دور محطات الفتنة في تأجيج الأزمة السورية متحدثاً بادئاً ذي بدء عن التكنيكات الإعلامية التي استعملت ( من حيث الممارسة الصحفية المهنية في كيفية التعاطي مع المعلومات وأسلوب نقلها إلى المتلقي ) حيث تمّ اللعب على وتر الصورة لأنهم يدركون مدى تأثيرها في أعماق النفس البشرية ( هناك قاعدة صينية قديمة في هذا الخصوص تقول بأن الصورة تعادل عشرة آلاف كلمة ) وكذلك عمدت هذه المحطات أثناء البرامج الحوارية المتعددة الأطراف( الثنائية أو الثلاثية ) إلى إعطاء مساحة كبيرة من الوقت للمعارضين بينما تعطي مساحة أقل بكثير للمتحدثين باسم الحكومة السورية هذا عدا عن مقاطعتهم وبشكل متكرر وقد تحدث العاني عن أخطاء قنوات الفتنة قائلا : بالرغم من كل الإمكانيات والأموال التي وضعت لهذا الغرض إلا أنهم ارتكبوا عدة أخطاء مهنية فادحة حيث كان أهمها الاستخدام المباشر والمكشوف للدعاية السياسية السوداء . وهو اغبى انواع الدعاية ، إضافة إلى التسرع ببث الاخبار غير الصحيحة التي اتضحَ فيما بعد أنها مغلوطة أو على الأقل مبالغ فيها مما افقدهم الكثير من مصداقيتهم لدى المتلقي مع الاشارة الى ان مصداقية اي وسيلة إعلامية هي مسألة في غاية الخطورة والخطأ احيانا يكلفها الكثير وربما يهدم عملا دام سنوات عديدة مشيرا إلى ضرورة التفريق بين الخبر الخاطئ والخبر الكاذب إضافة إلى استعمال تقنيات اللعب بالصورة والتي كُشِفت فيما بعد مثل : تكرار أعداد المتظاهرين ومضاعفتهم والاعتماد على مشاهد فيديو مصورة من قبل هواة ، كذلك الاعتماد في نقل الأخبار و المعلومات على مراسلين غير متخصصين بالعمل الصحفي وإذاعة اخبار كاذبة غير صحيحة ومتسرعة وهذا مطب خطير تقع فيه المحطات الإعلامية التي تعتمد على البهرجة الإعلامية والتسابق في بث الاخبار العاجلة وادعاء السبق الصحفي . ولعل الخطأ الأكبر الذي وقعوا فيه هو عدم احترامهم بعقل المواطن السوري وحاولوا عبثا استغباء الشعب السوري لكنهم فشلوا فشلا ذريعا في ذلك .
《 سناء زعير 》