ماذا لو نجح الانقلاب في فنزويلا ؟ ,,, بقلم : رئيس التحرير

لو نجح الانقلاب في فنزويلا الذي قام به غوايدو في الثلاثين من نيسان / أبريل لكانت أمريكا الجنوبية تحولت لمزرعة أمريكية ومكب نفايات للولايات المتحدة الأمريكية التي ترى أن وجود النظام الحالي في فنزويلا في هذه القارة شوكة في حلقها لسببين .. الأول : أن فنزويلا لا تسير في الخط السياسي الأمريكي والإسرائيلي ، والثاني : أن الحكومة الفنزويلية الحالية بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو لا تسمح للولايات المتحدة باستغلال الثروات الهائلة في فنزويلا ومنها النفط والذهب والألماس .
إن قيام حكومة الرئيس الراحل تشافيز بطرح نظرية ( عالم متعدد الأقطاب ) جعل الولايات المتحدة تخشى من انهيار ( عالم القطب الواحد ) الذي تمثله واشنطن وتتبعها أغلب دول العالم كما يتبع القطيع الراعي .
نظرية الرئيس الراحل تشافيز ( عالم متعدد الأقطاب ) كانت لقيت قبولاً كبيراً في دول كثيرة في أمريكا اللاتينية واستطاعت هذه الدول إقامة تجمع ( الألبا ) في أمريكا اللاتينية وهي الدول المناهضة للسياسة الأمريكية ، كما استطاعت فنزويلا ومن خلال هذه النظرية إقامة علاقات كبيرة مع الصين وروسيا وايران والهند وجنوب إفريقيا وبيلاروسيا وكازخستان وكوريا الشمالية وجنوب أفريقيا … الخ ، أي أنه أسس فعلاً لعالم متعدد الأقطاب ينهي سيطرة القطب الواحد .
الأمر الآخر الذي لم يرق للولايات المتحدة هو الوقوف إلى جانب القضايا العربية العادلة وفي مقدمها قضية فلسطين حيث قام بقطع العلاقات مع إسرائيل وطرد السفير الإسرائيلي وإعلان وقوفه التام إلى جانب الشعب الفلسطيني بعد العدوان الإسرائيلي على فلسطين ( غزة ) 2009
البعض عن معرفة أو عدمها يصفون نظام فنزويلا بالنظام الشمولي والديكتاتوري وهذا كلام عار عن الصحة فهذه عبارات تطلقها الولايات على كل الأنظمة التي تناوئها لتقوم بفرض الحصار عليها ومنع الآخرين من التعامل معها ما يؤدي إلى تملل الشعب ضد حكوماته على الرغم من أن السبب معروف وهو أن هذه الأنظمة لا تسمح للولايات المتحدة باستغلال ثرواتها ، و من يسمع تصريحات ترامب عن السعودية وكيفية ابتزازه للملك سلمان وولي عهده يعرف لماذا تقوم الولايات المتحدة بتهديد فنزويلا .
غسان رمضان يوسف