ضمن تجدد الاشتباك بين اليسار البريطاني واللوبي الصهيوني الذي بلغ ذروته إبّان الانتخابات العامة الماضية (2019) ضد جيريمي كوربن وتيّاره في حزب العمل البريطاني المعارض (يسار الوسط)، بذلت جهات يهوديّة وأخرى معروفة بولائها للدولة العبريّة جهوداً لمنع لقاء افتراضيّ عبر تطبيق زوم مع السينمائي البريطاني الماركسيّ، شاهرةً التهمة الكلاسيكيّة بـ «معاداة الساميّة». ومع أن اللقاء عُقد بالفعل مساء الاثنين الماضي، إلّا أن الحملة ضدّ الرجل الثمانيني ما زالت مستمرّةلندن | يحظى صانع الأفلام والمخرج البريطاني كين لوتش (مواليد 1936)، بمكانة هامّة في فضاء السينما العالميّة، وتتمتع أعماله باحترام واسع مستحقّ في الأوساط الثقافيّة والأكاديميّة بوصفها مدرسة في النقد السياسيّ والطرح الاشتراكي للقضايا الاجتماعيّة بأدوات السينما الحديثة، وحاز اثنان منها جائزة السعفة الذهبيّة لـ «مهرجان كان السينمائي» (2006، 2016) الأهم أوروبيّاً. وطوال عقود من الممارسة المهنيّة، كان دائماً مثقفاً ماركسيّاً ملتزماً ومنحازاً لقضايا الطبقة العاملة ونضالات الشعوب المضطهدة بما فيها الشعب الفلسطيني، ومعادياً للعنصريّة والنيوليبراليّة المتوحشة. وقد انضمّ منذ الستينات إلى حزب العمل (يسار الوسط) الذي يتكوّن من تحالف لنقابات العمّال ومجموعات متعددة التوجهات (فابيّون ويساريّون وماركسيّون ويهود وغيرهم)، قبل أن يتنقّل ــ إثر خلافات مع التيار اليميني الولاء في حزب العمل ـــ ليصبح شريكاً فاعلاً في كلّ مبادرة يسار جديدة في البلاد.
المصدر: الاخبار اونلاين