تتزايد المخاوف لدى كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” من تغلغل جماعات اليمين المتطرفة في صفوف الجيش الأمريكي بعد ما شهدته واشنطن الشهر الماضي من اقتحام مبنى الكابيتول من قبل مؤيدين للرئيس السابق دونالد ترامب بمن فيهم عسكريون وضباط شرطة سابقون أو حاليون في الخدمة.
حادثة اقتحام الكابيتول في السادس من كانون الثاني الماضي كانت بمثابة ناقوس خطر دقه خبراء الأمن وكبار المسؤولين في البنتاغون بعد أن كشفت التحقيقات عن تورط عشرات العسكريين ورجال الشرطة فيها ومشاركتهم إلى جانب المقتحمين بمن فيهم جماعات اليمين المتطرفة مثل براود بويز وكيوانان في أعمال العنف الدموية بينما تفاقمت التحذيرات من مخاوف انتشار التطرف في الجيش الأمريكي بعد ظهور بيانات جديدة تؤكد أن 14 بالمئة من المعتقلين الـ 150 في اقتحام الكونغرس هم عسكريون متقاعدون أو حاليون وفقاً لشبكة “سي ان ان” الإخبارية التي وصفت هذه النسبة بأنها “خطيرة”.
وفيما تتواصل عمليات التحقيق في اقتحام الكونغرس تتزايد المخاوف من مشاركة أعداد أكبر من العسكريين الأمريكيين في الحادثة كما أن المخاوف تشمل أيضاً مشاركة شرطة الكابيتول المسؤولة عن تأمين المبنى ذاته إذ تم إيقاف العديد من رجال الشرطة عن العمل ويجري التحقيق مع نحو 12 منهم بعد تقارير عن التقاط صور مع مقتحمي الكابيتول ومقاطع فيديو يبدو أنها تظهرهم وهم يسهلون للمتظاهرين دخول المبنى.
تقارير أمنية سلطت الضوء على تهديد حذر منه خبراء منذ فترة طويلة دون جدوى وهو التطرف وتسلل نزعة تفوق البيض إلى صفوف قوات الأمن الأمريكية المختلفة حيث حذر محللون أمنيون من خطورة تفشي هذه النزعة العنصرية في الجيش الأمريكي في ظل إدارة ترامب السابقة التي بحسب مراقبين “احتضنت مثل هؤلاء الأشخاص وعاملتهم بتميز” وهذا ما ظهر جلياً في رفض ترامب المتكرر لإدانة جماعة “براود بويز” اليمينية المتطرفة التي صنفتها كندا مؤخراً منظمة إرهابية.
وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي “اف بي آي” نشر عام 2006 تقريراً عن تسلل الجماعات المؤمنة بتفوق العرق الأبيض إلى أجهزة إنفاذ القانون وفي عام 2009 أصدرت وزارة الأمن الداخلي تحذيراً أعده الخبير الأمني داريل جونسون بشأن تسللهم إلى صفوف الجيش الأمريكي لكن في المرتين لم تلق التحذيرات إلى حد كبير أذاناً صاغية في البنتاغون.
سانا