دعا مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، لـ”إلغاء قرار الرئيس دونالد ترامب بالاعتراف بمغربية الصحراء” لأنه “يقوض السياسة الأمريكية”.
وفي مقال نشره في مجلة “فورين بوليسي”، قال بولتون: “كان إعلان ترامب في 11 ديسمبر بشأن اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء بمثابة تدني آخر لإدارته”.
وأضاف: “قرار ترامب في صفقة لتسهيل تبادل العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والمغرب، ألقى بالشعب الصحراوي تحت الحافلة، وتخلى عن ثلاثة عقود من الدعم الأمريكي لتقرير هذا الشعب مصيره عبر استفتاء على الوضع المستقبلي للمنطقة”.
وتابع بولتون: “كان السناتور الجمهوري جيمس إنهوف محقا تماما عندما قال في خطاب أمام مجلس الشيوخ في 10 ديسمبر الحالي، إن ترامب كان بإمكانه إبرام هذه الصفقة دون المقايضة بحقوق هذا الشعب الذي لا صوت له، إنهوف أحد الخبراء الأمريكيين القلائل في شؤون الصحراء، الذين تم تكوينهم خلال سنوات من الخدمة في كل من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ولجنة الخدمات المسلحة، التي يرأسها الآن”.
ولفت بولتون إلى أنه عمل “بشكل متكرر مع إنهوف بشأن قضية الصحراء على مر السنين”، موضحا أن ذلك يرجع لمشاركه الأولية كمساعد وزير الخارجية للمنظمات الدولية خلال فترة ولاية جورج بوش – الأب.
وأشار بولتون إلى أن “العلاقات الدافئة غير الرسمية بين إسرائيل والمغرب ليست بالأمر الجديد. لطالما فكر المغرب في الاعتراف بإسرائيل، وسعى الملك المغربي الحسن الثاني بقوة إلى ذلك خلال التسعينيات، كما فعلت دول عربية أخرى”.
وأضاف: “في قراره المتهور، لم يتشاور ترامب مع (جبهة البوليساريو) التي مثلت الصحراويين منذ فترة طويلة، ولا الجزائر وموريتانيا، الدول المجاورة الأكثر قلقا”.
واعتبر أن “هذا ما يحدث عندما يدير (هواة) السياسة الخارجية الأمريكية، وهذا واضح من تصرفات ترامب القائمة على المقايضة. وبالنسبة له كل شيء صفقة ممكنة ويتم التعامل معها برؤية ضيقة وفترة وجيزة”.
ورأى بولتون أنه “بعد تنصيب بايدن، يمكن إصلاح الفوضى غير المبررة التي تسبب بها ترامب في هذا الإطار”.
المصدر: “فورين بوليسي”