“لن تتخلى عن باتريوت، وستحصل على إس-400. ما الذي يجذب أنقرة في بنية الصواريخ الأمريكية؟”، عنوان مقال يفغيني دامانتسيف، في “فوينيه أوبزرينيه”، حول بازار تركي قد يخرج روسيا خاسرة.
وجاء في المقال: لا شك في أن أحد المواضيع التي نوقشت على نطاق واسع في دوائر الخبراء ووسائل الإعلام الروسية اليوم هو الخيوط غير الرسمية المحبوكة بدهاء لتنفيذ عقد تزويد تركيا بأربع بطاريات من الصواريخ المضادة للطائرات إس-400، بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 2.5 مليار دولار. وليس الجميع مطلعون على صعوبات هذه الصفقة المصحوبة بضغط قوي لترويج منتجات الدفاع الأمريكية، ورغبة الأركان العامة التركية في قتل عصفورين بحجر واحد.
ولكن، ثمة خلفية تكنولوجية لاستراتيجية وزارة الدفاع التركية القاضية بشراء منظومتي الصواريخ المضادة للطائرات، الروسية والأمريكية:
أولاً، للحصول على “حزمة” كاملة من التقنيات الهامة. فوفقا لما نشرته وكالة “الأناضول” التركية، في الـ 19 من مايو 2019، في إحالة إلى رئيس الجمهورية رجب أردوغان، تخطط أنقرة لإطلاق إنتاج واسع النطاق لـ “إس-400 “، مع شركة “ألماز أنتيي” للدفاع الجوي؛
وثانياً، لا تريد وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التركية مطلقا فقدان “اللقمة الشهية” من الناحية التكنولوجية، أي صواريخ “باتريوت” الأمريكية. وهكذا، ففي أوائل يناير 2019، جاء على لسان وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو، أن أنقرة مستعدة للشراء المتزامن لكل من “إس-400″ الروسية و”باتريوت” الأمريكية.
ترجع رغبة تركيا في الجلوس على كرسيين معا إلى عدم قدرتها على امتلاك الصواريخ الموجهة الفريدة المضادة للطائرات (Zour) 9M96E2. ولكن ممثلي وزارة الدفاع التركية لا يعانون أوهاما بشأن إمكانية إبرام عقد آخر لشراء صواريخ الدفاع الجوي الواعدة S-350 Vityaz المزودة بصواريخ 9M96E2 المتقدمة.
فدعم أنقرة العسكري النشط لتشكيلات “هيئة تحرير الشام” (النصرة) الإسلامية في إدلب، لا يسهم بالتأكيد في خلق أرضية مواتية لمواصلة التعاون العسكري التقني بين روسيا وتركيا على المدى الطويل. وفي ضوء الظروف المذكورة أعلاه، فإن مكر أنقرة الملحوظ لم يكن مفاجئا عمليا.
“فوينيه أوبزرينيه”- يفغيني دامانتسيف