في خطابه خلال المناقشة العامة للدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على فيروس كوفيد 19 اسم “الفيروس الصيني” مهددا بـ”محاسبة” الصين.
كما تفاخر بما يسمى إنجازات الولايات المتحدة في مكافحة الوباء، متجاهلاً الحقيقة المأساوية المتمثلة في أن عدد الوفيات في الولايات المتحدة تجاوز 200 ألف يوم إلقاء خطابه، فيالها من مفارقة كبيرة!
وعلى مرأى ومسمع ممثلي دول العالم، استخدم السياسيون الأمريكيون الجمعية العامة للأمم المتحدة، منصة التعددية، كقاعة استعراض، ليقدموا مهزلة سياسية لإلقاء اللوم على الآخرين وتلطيخ سمعة الغير والدعوة إلى الأحادية، ما يرتقي إلى تدنيس وتقويض لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وروح التعددية التي يحترمها المجتمع الدولي، الأمر الذي أثار غضب الرأي العام العالمي.
لقد عانت دول العالم منذ بداية العام الحالي من ويلات تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، حيث صار التركيز على التعاون مطلباً ملحاً لها في هذه الآونة الصعبة.
غير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استهان بالتحديات العالمية المشتركة، بل يقوم بتشويه سمعة بلدان أخرى عبر نسج الأكاذيب ونشر “الفيروسات السياسية” على الساحة الدولية، الأمر الذي يوضح ما يتمسك بعض الساسة الأمريكيين به من الأحادية والهيمنة.
وفي العصر الحالي تواجه قضايا الحوكمة العالمية تحديات كثيرة، وإذا سُمح للساسة الأمريكيين باستغلال الوباء لنشر الشائعات وخلق الانقسامات والمواجهات، فستكون كارثة لا تطاق على المجتمع الدولي.
ولهذا السبب، دعا قادة العديد من البلدان إلى تعزيز التعددية والتضامن والتعاون في خطاباتهم عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ونحن بدورنا ننصح السياسيين الأمريكيين بالتوقف عن حيل إلقاء اللوم على الآخرين والتحريض على الفُرقة بأسرع ما يمكن، وأن يستعملوا عقولهم بطريقة صحيحة ويلتزموا بالوقاية من الوباء على أسس علمية، وإذا تخلوا عن مبادئ إنقاذ الأرواح والتضامن والتعاون، فسيصبح طريقهم أضيق فأضيق، وسيدخلون حتماً في نهاية المطاف إلى نفق مسدود، ويدمرون أنفسهم، ويضرون بالولايات المتحدة نفسها.