ألقى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مؤخرًا خطابًا في مكتبة ريتشارد نيكسون الرئاسية في كاليفورنيا، روج فيه لما يسمى بـ “التهديد الصيني”، زاعمًا أن سياسة الولايات المتحدة للتعامل مع الصين في الخمسين عامًا الماضية “فشلت”، داعيا الولايات المتحدة وحلفاءها إلى اتخاذ “إجراءات أكثر راديكالية” لإحداث تغيير في الصين. إن هذا الرجل سيئ السمعة والملقب ب”أسوأ وزير خارجية في التاريخ” والذي يحرض على مشاعر الحرب الباردة، يشكل تهديدًا خطيرا للسلام العالمي.
إذا استعرضنا أداء بومبيو منذ توليه منصب وزير الخارجية قبل عامين، فسنكتشف أن أفكار الحرب الباردة تعتبر من سياساته الخارجية الجوهرية، حيث يقوم بالتحريض على العودة إلى المكارثية، ما أدى إلى شرخ داخلي، كما يحرض على إعادة أفكار الحرب الباردة، بغية إثارة التصادم الدولي. أما هذه المرة، فاختار إلقاء خطاب معارض للصين في مسقط رأس الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون، ما يعكس مساعيه لصياغة شخصية مماثلة لوزير الخارجية الأسبق جون دوليس الذي اشتهر بمواقفه المعادية للصين. لكن في عصرنا هذا، لن تتوقف عجلة التاريخ نحو العولمة التي يعمها السلام والتعاون والانفتاح والإصلاح والابتكار، حيث لا ريب أن مساعي بومبيو اليمينية لإعادة الحرب الباردة ستبوء بالفشل التام.
شكك بومبيو في خطابه في التعاون المشترك وجميع التبادلات تقريبا معتبرا أن الصين استفادت منها كثيرا. فهل هذه حقيقة؟ طبعا لا، لنرى الاستثمارات الأجنبية في الصين استثمرت وأنشأت المؤسسات الأجنبية بما فيها الأمريكية المصانع في الصين وتمتعت بموارد وافرة ورخيصة نسبيا من ناحية، ومن ناحية أخرى، خفضت المنتجات الصينية الصنع الرخيصة والجيدة مستوى التخضم العالمي بشكل كبير جدا، ويمكن القول إن الصين ليست تهديدا لأسلوب حياة الأمريكان بل على العكس هي ضمان لأسلوب الحياة هذا.
من الواضح أن محاولة بومبيو لفصل الصين عن العالم من خلال خلق مواجهة معها لا تتوافق مع المصالح الحيوية لشعوب العالم، بما في ذلك الشعب الأمريكي، وقد أدانها الرأي العام الدولي على نطاق واسع. ونقلت وكالة بلومبرج نيوز عن العديد من النقاد قولهم إن الحكومة الأمريكية تجاهلت منافع التعاون الصيني الأمريكي على مدى الخمسين سنة الماضية. ونشرت هيئة الإذاعة الوطنية الأمريكية مقالا يفيد بأن بومبيو يتصور اتخاذ موقف أكثر عدوانية تجاه الصين، ويتعمد على خلق مواجهة أيديولوجية، “هذا الجو السياسي من الانقسام وعدم الاستقرار والذي لا يفيد أي شخص يثير القلق.” وأشار جيفري ساكس، الاقتصادي الأمريكي ومدير مركز التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا ، إلى أن الحرب الباردة مع الصين والتي تحاول الولايات المتحدة إطلاقها ستكون تهديدًا أكثر خطورة من فيروس كورونا الجديد(كوفيد 19) بالنسبة إلى العالم اليوم.
إذاعة الصين الدولية