في مقابلة مع وسائل الإعلام، مؤخراً، شَهّر ستيف بانون السياسي الأمريكي اليميني الشعبوي المتطرف بالنموذج الصيني في مكافحة الوباء، داعياً إلى تحميل بكين المسؤولية الاقتصادية عن تفشي كوفيد 19.
وفي ظل إصابة أكثر من مليون شخص بالفيروس في الولايات المتحدة وتسجيل أكبر انخفاض اقتصادي في الربع الأول من العام منذ الأزمة الاقتصادية الدولية سنة 2008، تجاهل بانون، وهو سياسي عنيد مناهض للصين، الحقائق والمبادئ القانونية، وحمل الصين المسؤولية قسراً دون سند أو دليل، ما يؤكد افتقاره إلى الأخلاق والمنطق السليم.
وباعتباره كبير مستشاري الرئيس دونالد ترامب للشؤون الإستراتيجية سابقاً، فإن وجهة نظره السياسية راديكالية للغاية، تروج للعنصرية وكراهية الأجانب، ويبدو أن انتشار الوباء حول العالم قد منحه مساحة جديدة لنشر “فيروساته السياسية”، ففي المقابلة أطلق بانون جميع أنواع الشائعات مرة أخرى، واتهم الحزب الصيني الحاكم بأنه “حاول الحد من انتشار الفيروس في الصين، لكنه لا يهتم بانتشاره في مناطق أخرى من العالم”، في محاولة لإثارة العداء بين الصين والمجتمع الدولي وإيجاد الأعذار لابتزاز الجانب الصيني.
ومع ذلك، فإن أكاذيب بانون لا يمكن أن تغير الحقائق، فمنذ تفشي المرض، التزمت الصين دائمًا بمبادئ الانفتاح والشفافية، وأبلغت منظمة الصحة العالمية عن وضع الوباء أولاً بأول، كما تقاسمت التسلسل الجيني للفيروس مع دول العالم على الفور، وتعاون خبراؤها في مجال الوقاية من الوباء والسيطرة عليه مع نظرائهم في مختلف البلدان.
ومنذ 3 يناير من هذا العام، تتواصل الصين بانتظام مع منظمة الصحة العالمية والدول المعنية بما في ذلك الولايات المتحدة والمنظمات الإقليمية ذات الصلة ومناطق هونغ كونغ وماكاو وتايوان الصينية للإبلاغ عن المعلومات المتصلة بالوباء، وعلاوة على ذلك، أرسلت منظمة الصحة العالمية فريقًا دوليًا من الخبراء إلى الصين في فبراير ماضي، بينهم خبيران أمريكيان..
وبناء عليه، فلا يمكن ان يتطرق الشك لحظة إلى شفافية الصين في أعمال الوقاية والسيطرة والمعلومات المتعلقة بمكافحة المرض.
لقد تجاوز إجمالي عدد المصابين بمرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد19) في الولايات المتحدة 1.12 مليون شخص، في الوقت الحاضر، وتخطى عدد الوفيات 66 ألف شخص.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن عدد الوفيات في الولايات المتحدة خلال ثمانية أسابيع تجاوز عدد ضحايا حرب فيتنام لمدة ثماني سنوات.
وفي الوقت نفسه، انخفض الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 4.8٪ في الربع الأول، وهو أكبر انخفاض منذ الأزمة المالية العالمية لعام 2008م، وتجاوز عدد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة 30 مليونًا خلال الأسابيع الستة الماضية.
وفي حين أن العالم بأسره قلق ازاء مكافحة المرض في الولايات المتحدة، فإن بعض الساسة الأمريكيين لا يركزون جهودهم على الوقاية من الفيروس والسيطرة عليه، بل يعملون على إثارة الخلافات وتشويه جهود الصين.
وهناك بعض الأسئلة التي تطرح نفسها بقوة في هذا الصدد حول أول حالة أمريكية مصابة بمرض فيروس كورونا المستجد، التي توفيت في 6 فبراير، ولم يكن لها تاريخ سفر إلى الصين، فمتى اكتشفت الحالة الأولى بمرض فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة؟، ولماذا تتعرض الجهات التي تحاول مكافحة المرض حقاً في الولايات المتحدة للعقاب والحظر دائما؟
كذلك كشفت وسائل الإعلام الكندية أن الإصابات المؤكدة الأولى في كندا جاءت من الولايات المتحدة، ولا علاقة لها مع صينيين، فكيف تفسر الولايات المتحدة ذلك؟
إن المرض كارثة طبيعية ليست لها حدود جغرافية، والصين والولايات المتحدة على متن القارب نفسه، والتعاون هو الخيار الصحيح والوحيد بالنسبة إليهما، وعلى الشعب الأمريكي أن يعلم أن السماح للمتطرفين بالسير في الاتجاه الخاطئ، سيؤدي إلى خروج الوباء في الولايات المتحدة عن نطاق السيطرة، كما سيكون المستقبل الأمريكي ذاته مليئاً بالفوضى والأزمات.
وسائل إعلام صينية