قال المدعي العام في ولاية ميسيسيبي الأمريكية، مؤخراً، إن ولايته سترفع دعوى قضائية ضد الحكومة الصينية للحصول على تعويضات عن الخسائر الناجمة عن الوباء.
وهي كما نرى محاولات عشوائية خبيثة غرضها الخداع وإلقاء اللوم على الآخرين، وليس لها أساس قانوني أو واقعي، بل هي مجرد دراما سخيفة للإلهاء عن المسئولين الحقيقيين.
فمنذ تفشي الوباء، لم يضع بعض الساسة الأمريكيين سلامة حياة الناس في المقام الأول، ما أدى إلى إضاعة وقت ثمين، ليس هذا فحسب، بل عملوا على إثارة الانقسام داخل المجتمع الدولي، ما تسبب في أضرار جسيمة للتعاون العالمي ضد الوباء، وهذه الممارسات غير مقبولة من القانون أو العدالة الدولية لعد أسباب:
أولا، لا يوجد أساس قانوني لمطالبة بعض السياسيين الأمريكيين الحكومة الصينية بتعويضات عن الخسائر الناجمة عن المرض، فوفقًا لمبدأ الحصانة السيادية، لا تخضع دولة ما أو حكومتها أو ممتلكاتها للولاية القضائية لدولة أخرى أو محاكمها.
ثانياً، لا توجد معاهدات أو اتفاقيات ثنائية بشأن الصحة العامة وحالات الطوارئ بين الصين والولايات المتحدة، وبناء عليه لا يوجد خرق لأي التزامات بين الجانبين.
ثالثاً، اتهامات بعض الساسة الأمريكيين للصين ليس لها أساس واقعي، وقد أدرج المدعي العام في ولاية ميسيسيبي اتهامين غير منطقيين في لائحة الاتهام، الاول هو اتهام الصين بتقديم معلومات وبيانات غير حقيقية عن تفشي الوباء فوق أراضيها، والآخر هو “اتهام” الحكومة الصينية بتخزين الكمامات ومعدات الوقاية الأخرى.
والحقائق تدحض هذا، فالصين التزمت على الدوام بموقف مفتوح وشفاف ومسؤول تجاه تقاسم المعلومات بشأن تفشي الوباء، وشرعت بإخطار الجانب الأمريكي بما لديها من بيانات خاصة بانتشار الفيروس والتدابير الوقائية بصورة منتظمة، ابتداء من الـ3 من يناير الماضي، وأجرى مسؤول المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي حول تطورات مكافحة الوباء في الـ4 من يناير الماضي، وأعربت بكين عن ترحيبها بمشاركة الطرف الأمريكي في فريق الخبراء المشترك لمنظمة الصحة العالمية والصين في الـ30 من الشهر نفسه.
وفضلا عن ذلك، قام فريق الخبراء المشترك الذي ضم اثنين من الأمريكيين بزيارة إلى الصين للاطلاع على أحوال تفشي الفيروس في البلاد لمدة 9 أيام، خلال الفترة من منتصف شهر فبراير الماضي وأواخره.
وأظهر كل ذلك أن قناة المعلومات بين البلدين كانت غير مقفلة، وكان التعاون الفني بينهما سلساً، وقد أشارت صحيفتا “واشنطن بوست” و “نيويورك تايمز” في مقالات متتالية مؤخراً إلى أن مراجعة الجدول الزمني لعملية مكافحة الوباء في الولايات المتحدة، أكدت أن الإدارة الأمريكية تقود البلاد إلى “كارثة ملحمية”.
والاتهامات غير المبررة من الساسة الأمريكيين ضد الصين تخالف العدالة الدولية، لأن البشرية كلها ضحية تفشي الوباء، ولم يكن لدى المجتمع الدولي سابقة في مطالبة الدول أو الأمم بتقديم تعويضات بسبب حوادث الصحة العامة، لأنها ستثير حتمًا الكراهية والمآسي في جميع أنحاء العالم.
لقد تجاوز عدد الإصابات المؤكدة في الولايات المتحدة 880 ألف حالة، إلا أن بعض الساسة الأمريكيين لا يزالون مهووسين بلعبة سياسية للتهرب من المسؤولية وإلقائها على الآخرين، ما يعرض الشعب الأمريكي لخطر أكبر بلا شك.
وفي هذه اللحظة الحرجة للوقاية من الوباء ومكافحته، يجب على بعض الساسة في الولايات المتحدة الاستماع إلى دعوة صديقهم المخلص المذيع البريطاني الشهير بيرس مورغان بالتوقف عن هذه الألاعيب السياسية وإنقاذ أرواح الأمريكيين.
إذاعة الصين الدولية