يستعيد الباحث الدكتور محمود السيد مقتطفات من مؤلفات علمين من أعلام الأدب العربي وهما أبو عثمان الجاحظ وأبو حيان التوحيدي عبر كتاب جديد ضمن مسعى لدفع الشباب للعودة لتراثهم وتخفيف تعلقهم بالتقانة الحديثة.
الكتاب الذي يعد فاتحة سلسلة ثمرات العقول وصدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب يحمل عنوان “المختار من تراث الجاحظ وأبي حيان التوحيدي” ويبدأ بتوضيح فوائد كتاب الحيوان للجاحظ مبينا أنه من أمات الكتب في تراثنا العربي وأن الجاحظ ألفه بعد أن تقدم به السن وأصيب بالفالج ليجعل من كتابه جامعا في علم الحيوان واللغة عبر سبعة أجزاء يزخر بنادر الشعر العربي وفيه الكثير من النقد والبيان.
كما يتوقف الدكتور السيد عند كتاب البيان والتبيين مبينا أنه يضم ثلاثة أجزاء وهو من الكتب الموسوعية في تراثنا العربي إذ انه يشتمل على اللغة والأدب والأخبار والنوادر والنقد والتربية والتاريخ وفيه نجد الجاحظ يذكر عيوب الكلام ويوضح مصطلحات ويحددها ويقدم للغة العربية ولثقافاتها أساليب جديدة ومنطلقات مبتكرة.
كما يتحدث السيد في كتابه عن كتاب البخلاء للجاحظ الذي جاء كرائد في موضوعاته وعالج فيه نفسيات البخلاء وميولهم وأهواءهم وفلسفاتهم في قصص ممتعة وأخبار شائقة.
وعن كتاب التربيع والتدوير بين الدكتور السيد أنه مثال حي عن الأدب الساخر في تراثنا العربي وقدم فيه بشكل منطقي ومدروس ورفيع المستوى قضايا الفقه وعلم الكلام والشعر والصنائع والأرقام والموسيقا إضافة إلى أنه يحمل شواهد من عيون الشعر العربي.
أما عن أبي حيان التوحيدي فعرض السيد كتائب البصائر والذخائر الذي يعتبر أيضا من أهم كتب التراث والأدب وكذلك كتاب الإشارات الأهلية الذي ينضح بفكر التوحيدي ونزعته الصوفية.
أما كتاب العوامل والشوامل فيوضح السيد أنه يتضمن أسئلة طرحها التوحيدي على مسكويه وإجابات الأخير عليها وتتركز الموضوعات حول الأدب والفلسفة والأخلاق.
في حين يروي كتاب الامتاع والمؤانسة للتوحيدي ما جرى في سبع وثلاثين ليلة قضاها في منادمة وزير عند البويهيين حيث يطرح الوزير عليه أسئلة في مسائل مختلفة فيجيب عنها أبو حيان.
الكتاب يقع في 150 صفحة من القطع المتوسط ومؤلفه يعمل حاليا رئيسا للجنة العليا للتمكين للغة العربية ونائبا لرئيس مجمع اللغة العربية في دمشق ومديرا لهيئة الموسوعة العربية وعضوا عاملا في مجمع اللغة العربية في القاهرة ورئيس تحرير مجلة مجمع اللغة العربية في دمشق وشغل مناصب كثيرة ومواقع ثقافية وإدارية.
سانا