ربما شاهد البعض هذا الرجل في الأخبار أثناء عرض لقطات لجلسات مجلس العموم البريطاني، وهو يصرخ باللغة الإنجليزية بطريقة مميزة كلمة “أوردر” أي “انضباط”.
وقد وجد رواد وسائل التواصل الاجتماعي، شخصيته وطريقته في الحديث طريفة ومميزة، وانتشرت في الفترة الأخيرة مقاطع فيديو له، وهو يصرخ بكلمة “انضباط” على نطاق واسع.
وبات جون بيركو معروفاً ليس في المملكة المتحدة فحسب بل في العالم، فمن هو هذا الرجل؟
ببساطة، رئيس البرلمان بيركو (56 عاماُ)، هو المسؤول عما يجري داخل قاعات مجلس العموم، وبعيداً عن الحسابات السياسية للأحزاب الممثلة في البرلمان، يمتثل بيركو فقط لقواعد وتقاليد البرلمان. لذا عندما يُنتخب رئيس البرلمان، يتخلى عن انتمائه الحزبي.
وكان جون بيركو في الأصل نائبا من حزب المحافظين، ولكنه أصبح رئيساً لمجلس العموم ( البرلمان) منذ تسع سنوات.
يعود تاريخ بدء هذه المهمة في المملكة المتحدة إلى عام 1377، وكان توماس هانغرفورد أول من تولاها.
ولم تكن هذه المهمة مدعاة للضحك أو السخرية سابقاً، بل كانت خطيرة للغاية. فقد تم قطع رؤوس ما لا يقل عن سبعة من رؤساء البرلمان قبل عام 1535.
وتطور هذا الدور في العصر الحديث، ليتم إقرار استقلالية رئيس البرلمان عن الأحزاب السياسية في القرنين الثامن والتاسع عشر.
ويؤكد بيركو على الدوام عدم انحيازه لحزب سياسي معين، أو تفضيله لحزب سياسي على آخر.
ورغم ذلك، أصبح بيركو، شخصية مثيرة للجدل لدوره في المفاوضات الجارية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة.
يبدو بيركو كما لو أنه شخصية وُجدت خصيصاً لعصر وسائل التواصل الاجتماعي. فهو يقول كل ما يجول بخاطره، ويستخدم تعابير وجهه، ويغير نبرة صوته، وإشارات يده عند أداء مهامه.
فليس مستغرباً أنه أصبح شخصية ظريفة وحديث رواد وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول بيركو: ” الأهم في كل هذا، إنه لا يوجد حزب له أغلبية في مجلس العموم”.
وأصبح لبيركو شعبية كبيرة ليس في المملكة المتحدة فقط، بل في جميع أنحاء أوروبا، وحملت صحيفة ” دي ويلت” الألمانية عنواناً أن ” بيركو مشهور أكثر من قادة أحزابنا”.
انخرط بيركو في العمل السياسي منذ أيام الدراسة، ثم أصبح ضمن دائرة رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر بعد أن انضم إلى حزب المحافظين في المملكة المتحدة.
وترك الحزب لاحقاً واصفاً آراء بعض أعضائه بأنها “غير مستساغة”.
وعند التحاقه بجامعة إسيكس، أصبح بيركو رئيسًا لاتحاد طلبة حزب المحافظين، وهي منظمة تم حلّها في عام 1986 من قبل رئيس حزب المحافظين نورمان تيبت.
ثم انتخب عضوا في البرلمان عن الحزب عام 1997، ولاحقاً تغيرت أفكاره وأصبح من أشد المدافعين عن حقوق المثليين الذين نظروا إليه كبطل مدافع عنهم. كما وصف الحملة على مدخني الحشيش بأنها “سخيفة”.