الثقافة ودورها في بناء المجتمع… محاضرة في سجن طرطوس المركزي

ضمن النشاطات المشتركة لوزارتي الداخلية والثقافة، أقيم اليوم في قاعة مكتبة فرع سجن طرطوس المركزي محاضرة بعنوان “الثقافة ودورها في بناء المجتمع”، قدمها الكاتب والأديب غسان ونوس.

رئيس قسم الخدمات المشتركة والتوجيه المعنوي بالسجن، الرائد وسيم الخطيب أشار في تصريح لمراسلة سانا إلى أن هدف إقامة هذه الندوات والمحاضرات تثقيف النزلاء وتسهيل دمجهم بالمجتمع بعد خروجهم من السجن، مضيفاً: إن تضمين المحاضرة أمثلة واقعية أمر جيد يسهم في إيصال الفكرة والمعلومة وتعزيزها لدى النزلاء المتلقين، وهو ما حدث بمحاضرة اليوم.

بدوره مشرف الأنشطة الثقافية في فرع سجن طرطوس المركزي، علي معصرة أكد أن الأنشطة الثقافية تأتي في مقدمة الاهتمام، وهي أولوية أساسية إلى جانب النشاطات التعليمية والفنية والدورات المهنية، وخصوصاً مع وجود عناوين عديدة وكتب متنوعة المواضيع “أدبية وعلمية وروايات” في مكتبة السجن، والغاية من ذلك تشجيع وتحفيز النزلاء على القراءة وإبقاؤهم على تماس وقرب مع المجتمع.

الكاتب والأديب غسان ونوس ركز في محاضرته على كيفية بناء المجتمع عن طريق الثقافة والمعرفة للاستفادة منها بشكل مناسب، مبيناً دور الأسرة في نشر الثقافة، حيث يعتبر اللقاء الأسري والحديث بين أفراد الأسرة أولى خطواتها.

وأشار ونوس إلى ضرورة انتقاء الألفاظ والكلمات الواعية المؤثرة في الحوار المجتمعي، حيث يشكل السجن والأسرة ومكان العمل نماذج مختلفة من هذا المجتمع، قائلاً: إن على المثقف أن يعرف ما له وما عليه وأن القوانين هي جزء من الثقافة وعنصر مهم من عناصر المجتمع التي تنظم حياة الأفراد فيه.

وأضاف ونوس في تصريح لمراسلة سانا: إن محاضرة اليوم هي للتعريف بمفهوم الثقافة والمجتمع بالمعنى المصطلحي والحرفي لكل منهما وعلاقة وتأثير كل منهما في الآخر، مشيراً إلى أن “المثقف هو الشخص القادر على التحليل والاستنتاج والاستيعاب، لديه رأي ورصيد كاف وموقف، بناءً على ما توصل إليه من معلومات وقدرة على الربط فيما بينها وتقديمها للمتلقي بما يفيد المجتمع ككل مع التحلي بالقدرة على الرد والمناقشة”، مشدداً على ضرورة الاستفادة من الوقت وما هو متاح واستثمار القضايا الإيجابية في مصلحة المجتمع.

بدورهم ركز نزلاء السجن في مداخلاتهم على أهمية وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في نشر الثقافة، وضرورة اختيار اللغة والكلمة والأسلوب المنطقي المؤثر إيجاباً في تكوين رأي عام ثقافي اجتماعي هادف وبنّاء، مشيرين إلى أن الثقافة عملية مشعة وأن دفاع الفرد عن وجهة نظره بطريقة واعية مسؤولة هو سلوك ثقافي وحضاري.