قراءة في كتاب “الأمير عبد القادر وجزائريو بلاد الشام” للباحث والدبلوماسي كمال بوشامة

الأمير عبد القادر وجزائريو بلاد الشام كتاب جديد للباحث والدبلوماسي كمال بوشامة، سلط الضوء من خلاله على شخصية صاحب القلم والسيف الأمير عبد القادر الذي يعتبر أشهر شخصية جزائرية في التاريخ المعاصر، وكان المؤسس للدولة الجزائرية الحديثة.

وفي الكتاب أشار بوشامة إلى جميع الصفات الإيجابية للأمير عبد القادر، فكان صوفياً وتقياً وشاعراً وقائداً وأميراً عادلاً وفارساً شجاعاً ومناضلاً إنسانياً مقداماً وجريئاً.

ودعا بوشامة إلى ضرورة معرفة جيل الشباب بملاحمنا العظيمة وبأبطالنا الذين يشكلون إرثاً عظيماً مؤثراً، مبيناً دور الأمير عبد القادر وأمثاله في معركة حطين وغيرها والتعامل والتفاعل الثقافي بين الجزائريين والسوريين وتبادل المحبة والتعامل الإيجابي الذي قدمه السوريون إلى الجزائريين المهاجرين إليهم.

ورأى الدبلوماسي الباحث بوشامة أن دراسة التاريخ قصرت كثيراً في تسليط الضوء على الأمير عبد القادر وما قام به هو وأمثاله الأبطال والعلماء الشرفاء الذين كتبوا صفحات مجيدة تبقى على مر الدهور.

وأوضح بوشامة أن على كل المؤرخين أن يسلطوا الضوء على ما قام به في دمشق وفي الجزائر وحياته ونضاله ضد المستعمر وثورته ضد فرنسا.

وبين بوشامة في كتابه أن الأمير عبد القادر كان متوازناً في تعامله مع كل العرب، فدافع هو ورفاقه ومن معه عن مسيحيي دمشق وبيروت عام 1860، وسلح أكثر من ألف جندي من الشباب الجزائريين لحماية المسيحيين من المذابح التي أقامها الاستعمار.

ورفض الأمير عبد القادر بحسب الكتاب اقتراحات المستعمرين في توليته على بلاد الشام، وبذل جهوداً في نشر المعرفة والتعليم في الشرق الأوسط وإنجاز المؤسسات التربوية في دمشق وساهم في قضية قناة السويس وفتحها بوسائل مختلفة وسعى إلى تنمية الوعي الثقافي والوطني.

ويتحدث الكتاب عن أن الأمير الجزائري عاش في دمشق حياة مملوءة بالأعمال الصالحة وبالخير والتسامح، لافتاً إلى تمسك أحفاده بمسيرته الثقافية والاجتماعية.

ونشر بوشامة في الكتاب عدداً من نصوص الأمير الشعرية التي ارتقت إلى مستوى الشعر الحقيقي ورفيع المستوى بما يمتلكه من أسس ومقومات والتزام باللغة والهوية.

وفي مقدمته رأى رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية الدكتور محمد الحورانيأن مؤلف الكتاب الكاتب والدبلوماسي الجزائري السفير الدكتور كمال بوشامة استطاع أن يقدم الحقائق التي تخص الأمير عبد القادر الجزائري، وحاول المستعمر أن يشوهها سعياً لتدمير الهوية الوطنية.

وأضاف الحوراني: إن أهمية الكتاب تزداد في تصحيح الرواية التاريخية الباطلة بما قدمت من وثائق وإضاءات مهمة، بعد أن تلقى الأمير سهاماً كثيرة استعمارية كان التنافس فيها بين بريطانيا وفرنسا.

ولفت الحوراني إلى أن المؤلف نجح في ترتيب الكتاب على أساس من المعلومات التي أضافت على نحو واضح مالم نعرفه من قبل، ولاسيما أن الأمير هو الذي تصدى للفرنسيين ورفض عروضهم وبلاده تحت الاحتلال الفرنسي.

يذكر أن الكتاب من منشورات اتحاد الكتاب العرب ويقع في 240 صفحة من القطع الكبير.