يحيي السوريون الذكرى الثامنة والسبعين لعيد الجلاء الذي جسد الانتصار التاريخي المتمثل بجلاء آخر جندي للمستعمر الفرنسي عن أرض الوطن ليتوج عقوداً من المقاومة والصمود، قدّمت فيها سورية الكثير من الدماء والتضحيات.
وكان للجيش العربي السوري دور أساسي في ترسيخ معاني الاستقلال الذي أسس لبناء وتطور سورية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفقاً للواء المتقاعد رضا شريقي رئيس فرع رابطة المحاربين القدماء باللاذقية الذي أكد لمراسل سانا أهمية هذه المناسبة التي تشكل “نقطة مفصلية ومحطة مهمة في تاريخ سورية استعادت بموجبها سيادتها الكاملة على أراضيها، ونالت الاستقلال بفضل بطولات أبنائها وإرادتهم القوية، واستبسالهم دفاعاً عن أرضهم ووحدتهم ليخطوا بدمائهم الزكية نهاية أكثر من ربع قرن من تسلط واستبداد القوى الاستعمارية”.
ورأى العميد المتقاعد جهاد قزق في عيد الجلاء “مناسبة لتسليط الضوء على أهمية تعزيز الهوية الوطنية والانتماء لدى الشعب السوري، والتي شكلت الأساس المتين لطرد المحتل الفرنسي ليشرق فجر الاستقلال، متطلعين إلى استكمال النصر بدحر الإرهاب واجتثاث جذوره والمضي نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وتطوراً”.
من جهته، لفت العقيد المتقاعد إبراهيم الحفي إلى أن الجيش العربي السوري “شكل في مرحلة ما بعد الاستقلال درعاً حامياً لعملية التطور الاقتصادي والاجتماعي التي تمثلت بالنهضة الثقافية والفكرية والاقتصادية من خلال بناء المدارس والجامعات والمعامل والمصانع والتطور الزراعي الكبير، والتي شكلت بمجملها قاعدة لسورية أكثر قوة ومنعة، قادتها إلى موقع متقدم على خارطة المنطقة، وأصبحت رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه”.
العميد المتقاعد محمد حشمة قال: إن “ما تتعرض له سورية من تحديات ونجاح الجيش العربي السوري في مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة، إنما هو استكمال لمعركة الاستقلال الوطني”، مثمناً تضحيات بواسل جيشنا التي “رسمت معالم هذا النصر العظيم على الإرهاب وداعميه”.
وقال العميد الركن المتقاعد رياض ساعي: إن “طريق الشهادة الذي رسمه الأجداد بدمائهم الطاهرة لا يزال منارة لكل سوري حتى تحقيق النصر وتحرير كامل التراب السوري من رجس الارهابيين.. فالوطن أمانة مقدسة نحملها في أعناقنا ومستعدون لتقديم أرواحنا في سبيل الحفاظ عليها”.