يونس خلف
الحق مع المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عندما تقول إن السلوك غير الأخلاقي الواضح أصبح هو القاعدة في الديمقراطيات الليبرالية وعلى رأسها الولايات المتحدة وإن هذا النوع من السلوك غير الأخلاقي الواضح أصبح القاعدة الأساسية والوضع الطبيعي الجديد بالنسبة للديمقراطيات الليبرالية . وعلى هذا النحو إذا اختفت القيم الأخلاقية فسوف يتفكك المجتمع ويفقد هويته وتماسكه . وبالرغم من أن الإدارات المتعاقبة على السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية ارتكبت أخطاءً فادحة ضد البشرية إلا أن ما يُزيد الخطورة على البناء الاجتماعي في أمريكا المتعددة الثقافات والأعراق هو انحراف النظام الأخلاقي واختلال السلوك وفقدان التكافل الاجتماعي واضطراب القيم الناظمة للحياة . وفي حالة انهيار الروابط الاجتماعية ووجود المجتمع نفسه فلن يكون هناك إجماع على الأخلاق وتنشأ الفوضى عندما يتصرف الناس وفقًا لأهوائهم دون النظر إلى المعايير الاجتماعية .لقد صار عاديًا أن تستخدم الولايات المتحدة مهارتها في المناورة في القضايا ذات الطابع الأخلاقي فأمريكا حين تتناول قضايا حقوق الإنسان أو ظاهرة الإرهاب تتناولها وكأنها ظاهرة طارئة عليها أو أنها خارجة عن ثقافتها تمامًا وعندما تتداولها في أطروحاتها ومواقفها لا تكون الضحايا بذاتهم هدفًا لتناولها وإنما يكون هدفها تحقيق مقاصد سياسية.واليوم تزداد الشكوى عالميًا من أن المثل العليا لا تتحقق في العالم وأنها تتحطم ولا تصمد أمام قسوة الواقع لأنها لا تتطابق أبدًا مع الواقع. وبات واضحا للقاصي والداني أن السياسة الأمريكية يمكن أن توصف بأي وصف إلا الأخلاق والشواهد على أنها منزوعة الأخلاق أكثر من أن تحصى . فقد قامت الولايات المتحدة على أنقاض شعب آخر، وهم الهنود الحمر، بعد أن أبادتهم شرّ إبادة مروراً بعبثها في سياسة دول أمريكا اللاتينية والدول العربية وغيرها من الدول الإسلامية وصولاً إلى خلق بؤر ومواجهات ساخنة في العلاقات الدولية . لقد اتبعت الإدارات الأمريكية المتعاقبة استراتيجيات الهيمنة وانطلاقا من مبدأ ترومان المعروف أيضا باسم سياسة الاحتواء، ووصولا إلى السياسات الخارجية للإدارات الأمريكية الحديثة بما في ذلك استراتيجية باراك أوباما المعروفة باسم “القوة الذكية”، وسياسة “أمريكا أولا” التي أعلنها دونالد ترامب وخطة “إعادة البناء بشكل أفضل” التي وضعها جو بايدن، و الهدف دائما هو تأمين الهيمنة الأمريكية .عملت الولايات المتحدة على تأجيج التوترات في جميع أنحاء العالم من خلال شن الحروب وإثارة المواجهات والإطاحة بالحكومات الأجنبية باستخدام القوات المسلحة، وإشعال الحروب والاضطرابات في العديد من البلدان والمناطقإنها أكبر مخرب للقواعد الدولية والنظام الدولي بالاعتماد على قوتها العسكرية تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتخلق صراعات من خلال شن الحروب .