حتى في نفاقه وتصريحاته الاستعراضية الأخيرة حول التوصل لوقف إطلاق نار في غزة فإن جو بايدن متأخر كثيراً عما كان يجب أن يقوم به حسب الكاتب الأمريكي مايكل هاغر.
فبعد مضي أكثر من 5 أشهر على بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على أهالي غزة يجد الرئيس الأمريكي نفسه في مواجهة ريائه فهو من جهة يرفض التخلي عن دعم “إسرائيل” أو الضغط عليها لإنهاء العدوان، ومن جهة أخرى يحاول تهدئة أصوات الناخبين المعارضة لسياساته المتحيزة ضد الفلسطينيين.
هاغر قال في تقرير نشره موقع “كاونتر بانش” الأمريكي إن الإدارة الأمريكية تسير حالياً في اتجاهين متناقضين يثيران الاستهجان والسخرية، فهي تستمر بدعم “إسرائيل” بالأسلحة التي تقتل الفلسطينيين دونما تمييز وتقوم بالوقت ذاته بإسقاط مساعدات غذائية من الجو عليهم، وحتى عندما فعلت ذلك استشهد عدد من أهالي غزة جراء خلل في إحدى المظلات التي يفترض أنها تحمل الطعام إليهم..!! ولعلها وفقاً للكاتب من أكثر المفارقات بشاعة أن تقوم بضغط زناد السلاح على الفلسطينيين لكنك تحاول أن تطعمهم قبل قتلهم، وهذا تماماً ما يفعله بايدن بفكرته الأخيرة حول بناء رصيف عائم في البحر لإنزال مساعدات غذائية لسكان غزة الذين يموتون وأطفالهم جوعاً.
تحرك بايدن لإيصال مساعدات لغزة رغم نفاقه جاء متأخراً كثيراً على حد تعبير هاغر الذي أكد أن الرئيس الأمريكي يلجأ لاختراع أساليب ووسائل تتطلب شهوراً لإعدادها، مثل فكرة الرصيف العائم بدلاً من الضغط على “إسرائيل” لفتح المعابر وإدخال عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الإغاثية.
بايدن الذي أكد مجدداً قبل أيام أنه لن يتخلى عن “إسرائيل” يعلم منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة ما سترتكبه قوات الاحتلال من جرائم وتعهد بإمدادها بمزيد من الأسلحة وكان على دراية تامة بأن سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها “إسرائيل” تعني إبادة جماعية بحق أهالي غزة المحاصرين، لكنه استمر رغم ذلك بفعل كل ما أمكنه لقتل مزيد من الفلسطينيين ودعم الكيان الصهيوني مهما بلغ الثمن.