تحت العنوان أعلاه، كتب غيورغي أولتارجيفسكي، في “إيزفيستيا”، حول الغموض الذي يحيط بمقتل أحد أكبر القادة في الاتحاد السوفيتي، سيرغي كيروف، الذي مر على اغتياله يوم أمس 85 عاما.
وجاء في المقال:
“دخل يوم 1 ديسمبر عام 1934 في التاريخ، لكونه يوم اغتيال سيرغي كيروف. وعلى الرغم من الكشف عن ملابسات هذه الجريمة فورا، وإطلاق النار على القتلة في أقل من شهر، إلا أن لجنة أخرى للتحقيق في مقتله عقدت بعد 20 عاما، وفتح تحقيق جديد، ثم شكّلت لجنة جديدة عام 1991. بالتوازي ظهر، ولا زال يظهر العديد من الروايات حول هذه الجريمة الأكثر غموضا في الحقبة السوفيتية، والتي مر على وقوعها 85 عاما.
قتل عضو المكتب السياسي، وأمين اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي، وأمين لجنة لينينغراد الإقليمية، وعضو هيئة رئاسة اللجنة التنفيذية المركزية للاتحاد السوفيتي، سيرغي كيروف، على بعد خطوة من مكتبه، وأطلق النار عليه من مسافة قريبة، ولم يحاول القاتل حتى الاختباء. اعتقل ليونيد نيكولاييف فورا في مسرح الجريمة، ولم ينكر ما فعله، بل اعترف ونال جزاء فعلته، وبدا وأن القصة قد انتهت عند ذلك الحد، لكن تلك لم تكن سوى بداية لقصة طويلة لم تنته حتى يومنا هذا.
كانت النسخة الرسمية لجريمة القتل هي عداء ليونيد نيكولايف الشخصي لكيروف، جاء ذلك في اعترافه المبدئي، ثم في حديثه مع جوزيف ستالين شخصيا، بل إن حديثه مع الزعيم كان حادا ومتحديا. لم يبد نيكولاييف في كافة التحقيقات، ولم تؤكد أقوال أي من الشهود، سوى كراهية شخص كيروف، إلى جانب ظروف حياتية صعبة، مر بها نيكولايف، دفعته إلى جريمة القتل.
قبل 6 أشهر من الجريمة، أتم نيكولايف عامه الثلاثين. كان رجلا عصبيا، يزيد طوله قليلا عن متر ونصف المتر، وكانت ذراعاه طويلتين لحد لا يصدق. كان يعاني من مرض خطير في طفولته، وظل طريح الفراش حتى أتم السابعة من عمره، ولم يتعلّم المشي سوى في سن العاشرة. ربّته والدته وحدها، بعد وفاة والده في وقت مبكر، وكانت عاملة بسيطة تعمل في مستودع الترام، تلقى التعليم الابتدائي، فتعلم القراءة والكتابة (وإن لم يتخلص بالكامل من الأخطاء الإملائية).
لم يشارك نيكولايف في الثورة البلشفية والحرب الأهلية التي أعقبتها، لكنه انخرط في الواقع الجديد بحماس شديد، وانضم إلى الدعاية الثورية، حتى تخرج من إحدى مدارس الحزب. كان مزيجا ناجحا من الأصل البروليتاري ومحو الأمية النسبية، ما وضعه في مهنة سياسية مقبولة. في العشرينيات من القرن الماضي عمل في مناصب مختلفة في لجان المقاطعات، ومنظمات الكومسومول في المصانع، ثم انضم للحزب في مقاطعة لوغا الروسية، ليترأس هناك قسم اللجنة المحلية للكومسومول، وتزوج بالمنطقة ذاتها.
وصل نيكولايف إلى قمة حياته المهنية، حينما شغل منصب موظف في لجنة معهد تاريخ الحزب التابعة للجنة الإقليمية في لينينغراد، وفي عام 1933 صدر قرار بتحويله إلى قطاع السكك الحديدية، لكنه رفض، ولم ينفذ الأوامر. كان ذلك بمثابة عصيان للنظام الحزبي، فتم طرده وفصله من الحزب. منذ ذلك الوقت كتب نيكولايف إلى مستويات إدارية مختلفة، وطالب بإعادة النظر في وضعه، استنادا لحالته المادية الصعبة، وإعالته لطفلين وزوجة، نتيجة لذلك أعيدت له عضويته الحزبية.
لا أجد استجابة لمساعدة إنسان حي. دائما ما كنت أؤمن بشيء ما، وكان بداخلي حماسة هائلة لقيادة الجماهير إلى النصر، لتحقيق الشعارات التي وضعها الحزب. سوف تأتي الأيام القادمة بأنباء عمّا سيحدث لي عما قريب- ليونيد نيكولايف
كتب نيكولايف عدة مرات إلى كيروف شخصيا، رئيس الحزب في لينينغراد، دون أن يحصل على رد منه، ضاعف ذلك من عدوانيته، ورغبته في فعل شيء، حتى تحول كيروف تدريجيا إلى هدف رئيسي لكراهية نيكولايف، بينما أصبحت خطوط الانتقام أكثر وضوحا.
قبل شهر من جريمة القتل كتب نيكولايف:
مر وقت طويل، من المناشدات، ثم التحذير المبطن، بلا نتيجة. الآن حانت لحظة العمل.. من الصعب الاختراق، لابد من التغلب على 20 حارسا شخصيا. لكن النجاح سوف يكون غير متوقع. لقد ضاعت مني فرص كثيرة، ولكنني لن أطلق النار في الخفاء. ليقتلونني، لكنهم سوف يعملون كيف تتعذب الطبقة العاملة وأبناؤها المخلصون
حمل نيكولايف معه دائما خطابا لوالدته، ولزوجته كتب فيه السبب لارتكابه جريمة القتل، ورصدت الأجهزة فيما بعد أن الحراسات كانت قد أخذت منه سلاحه أثناء دخوله مبنى الإدارة في لينينغراد “سمولني”، ثم أعادته له، نظرا لوجود تصريح لديه بحمل السلاح. كان نيكولايف قد قرر ارتكاب جريمة القتل علانية، حتى تعتبر عملا سياسيا، خلال مؤتمر حزب المدينة الذي كان مقررا مساء يوم 1 ديسمبر، وذهب إلى مكاتب الإدارة في “سمولني” حتى يحصل على دعوة للمساء، لتحدث الصدفة التي جعلت خطته تتغير بشكل مفاجئ، حينما قابل كيروف في إحدى الممرات، وكانت تفصله بضعة أمتار فقط عنه، فأخرج مسدسه، وأطلق النار على الجزء الخلفي من رأسه.
بعدها وجّه نيكولايف المسدس إلى رأسه رغبة في الانتحار، لكن أحد العمال رماه بمطرقة أبعدت المسدس والطلقة عن دماغه، وسقط مغشيا عليه من هول الصدمة، ثم نقل إلى مصحة نفسية، وبدأ التحقيق معه مساء اليوم ذاته.
قاد التحقيق رئيس مديرية الأمن القومي في لينينغراد، فيليب ميدفيد، ومساعدوه، وفحصت رسالات الوداع التي كتبها نيكولايف، وتم استجواب الزوجة والأم، ثم حينما وصل القادة من موسكو، أزيح عن القضية ميدفيد، ونائبه، إيفان زابوروجيتس، وأحيلوا للمحاكمة بسبب الإهمال.
هل حقا كان هتلر مضطرا لمهاجمة الاتحاد السوفيتي؟ السبب الحقيقي والمسكوت عنه لشن الحرب
أثناء مغادرته لينينغراد أوعز ستالين للنائب الأول لمفوض الشعب، ورئيس لجنة الأمن القومي في لينينغراد بالبحث عن القتلة بين “مناصري زينوفييف” الأمين العام السابق للجنة المدينة، ثم ظهرت الكلمات الافتتاحية في مقال بجريدة البرافدا: “لقد سحب الخونة من عملاء جماعة زينوفييف بخسة ووضاعة الرفيق كيروف من بين صفوفنا”
في الثاني من ديسمبر وقع حادث لا زال عصيا على التفسير، فقد توفي الحارس الشخصي لكيروف، ميخائيل بوريسوف، حيث أوقف (ولم يقبض عليه) يوم جريمة مقتل كيروف، وطلب منه أعضاء اللجنة الحكومية إحضاره إلى مبنى “سمولني” لإجراء مقابلة معه، ولسبب ما قرر ضباط الأمن القومي نقله في شاحنة، وليس في سيارة، وكان معه عدد من الموظفين، وأثناء رحلة السيارة، وقع حادث بسيط، حيث اصطدمت الشاحنة بجدار منزل، وأصيب بوريسوف في رأسه إصابة أودت بحياته، ولم يصب في الحادث أحد سواه. وسجل الحادث “قضاء وقدرا”.
كذلك في الأيام الأولى بعد جريمة القتل، قبض على زوجة نيكولايف، وأقاربه، لكن أحدا لم يوفر أي معلومة عن “الجماعة الإجرامية” التي خططت ونفذت جريمة القتل. ظهر في أحد المحاضر للمرة الأولى “صلة” بين أعضاء المنظمة المسؤولة عن جريمة القتل وعلاقتهم بزينوفييف، فيما سمي آنذاك بـ “مركز لينينغراد”.
ألقي القبض على 13 شخصا، ذكرهم نيكولايف أثناء نومه، ولم يعترف أحد منهم بالذنب، وعلى الرغم من ذلك حكمت عليهم المحكمة برئاسة، فاسيلي أولريخ، بالإعدام ومصادرة الممتلكات لتورطهم في تنظيم إرهابي مضاد للثورة. ثم أعدم نيكولايف في 29 ديسمبر 1934، ليصبح الشخص الـ 14 المحكوم عليه بالإعدام في قضية مقتل كيروف، لكنه دونا عن بقية المتهمين، اعترف بجريمته.
كانت تلك هي البداية فحسب، فقد بدأت محاكمات “مركز لينينغراد” في يناير من العام التالي، حيث بلغ عدد هذه المحاكمات 5 محاكمات، وتوسعت قائمة المدانين على نحو كبير، فحكم على أكثر من 100 شخص بالسجن من 5-10 سنوات، ونفي 663 شخصا دون محاكمة، ونقل 325 شخصا من لينينغراد إلى مدن أخرى. كان معظم هؤلاء أعضاء في الحزب، ونشطاء سياسيين لهم مواقف سياسية معارضة. ثم جاء الدور على “العناصر الغريبة اجتماعيا” من النبلاء السابقين، والمثقفين الذين حصلوا على تعليمهم في فترة ما قبل الثورة، وضباط الجيش الامبراطوري “الأبيض” في النصف الأول من عام 1935، حيث انخفض عدد سكان لينينغراد بـ 35 ألف شخص.
بنهاية “مركز لينينغراد” التفتت السلطة إلى “مركز موسكو” واجتاحت موجة من القمع الاتحاد السوفيتي. عادت السلطة إلى “قضية كيروف” في ثلاثينيات القرن الماضي عددا من المرات، حتى وقع بعض ممن أجروا التحقيق أنفسهم تحت مطرقة القمع: كان ياغودا الذي شهد عليه نائبه أغرانوف، ثم أغرانوف الذي تبين أنه جاسوس ومعاد للثورة، ثم لقي مشاركون آخرون حتفهم في المعسكرات: ميدفيد، زابوروجيتس، ومعظم حراس كيروف، وشهود على وفاة بوريسوف.
بعد وفاة ستالين جرت أولى محاولات إعادة قضية مقتل كيروف إلى الواجهة عام 1956، حيث شكلت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي لجنة لإجراء تحقيق في ظروف الاغتيال، وقامت بدور هام ونشط في ذلك أولغا شاتوفسكايا البلشفية القديمة، والتي مرت بأهوال المعتقلات الستالينية.
أصبح من الواضح على الفور أن هناك انتهاكات صارخة، ولم تجر تحقيقات ولم تكتب محاضر في كثير من الأحيان، عقدت محادثات مع من تبقى على قيد الحياة من المشاركين في الأحداث، واستعيدت الكثير من الوقائع الفردية، ونتيجة لذلك تمكنت اللجنة من إثبات براءة كثير من الذين صدرت ونفذت بحقهم أحكام بالإعدام، لكنها لم تنجح في مهمتها الرئيسية، وهي سبر أغوار الجريمة.
وفي عام 1959، صدر تقرير رسمي، أثناء اجتماع للاحتفال بمرور 89 عاما على مولد لينين، أشار فيه أمين اللجنة المركزية للحزب، ليونيد بريجنيف، إلى الدور البارز الذي لعبه ستالين في “هزيمة الأعداء الطبقيين للبلاد والحزب من التروتسكيين والزينوفيين والقوميين والبورجوازيين”. بعد ذلك تمت أرشفة كافة استنتاجات لجنة التحقيقات الخاصة بقضية كيروف، ووضع عليها ختم “سري”، وأقيلت أولغا شاتوفسكايا من عملها، تقاعدت وحصلت على معاش فخري معتبر.
عادت القضية إلى الواجهة مرة أخرى أعوام 1961، 1967، 1989، حيث التقت لجان شكلتها اللجنة المركزية للحزب، لكنها من جديد لم تتمكن من التوصل إلى أي شيء يذكر. كان الموقف متناقضا، حيث تم الاعتراف رسميا ببراءة من تم إعدامهم نتيجة التحقيق الذي جرى في القضية أعوام 1934-1935، لكن في الوقت نفسه لم يتم الاعتراف بخطأ إجراءات التحقيق، خاصة فيما يتعلق بزينوفييف، الذي اعتبر المنسق الرئيسي لـ “مركز لينينغراد”، وبقي جزء كبير من ملف القضية سريا، ونشرت وثائق أخرى، لتكتسب القضية مع بعض الخيال أبعادا غامضة.
وفي حقبة الحرب الباردة، ظهرت أدلة “أجنبية” في قضية كيروف، حيث قام نيكولايف، وفقا لبيانات المخابرات، بزيارة السفارة الألمانية (وفي رواية أخرى سفارة لاتفيا)، حيث كان يتلقى هناك التعليمات والأموال. وكان رجال الاستخبارات من لجنة الطوارئ المعنية بمحاربة الثورة المضادة قد نظروا في هذه الرواية عام 1934، حتى قبل تبني رواية ضلوع زينوفييف، و”مركز لينينغراد”، ثم تم التخلي عن تلك الرواية فيما بعد. لكن، وبما أن ياغودا وأغرانوف قد ثبت أنهم عملاء وجواسيس، فيمكن افتراض أنهما عمدا إلى رفض التحقيق في تدخل العملاء الأجانب. لكن تلك الرواية لم تكن تستند إلى أدلة قدر استنادها إلى واجهتها السياسية.
كانت هناك نسخة “رومانسية” تزعم أن نيكولايف قد قتل كيروف بدافع الغيرة، حيث كان الزعيم الحزبي على علاقة بزوجته، واستندت هذه الرواية أولا على حقيقة أن كيروف كان يحب النساء، وكان سابقا، قبل الثورة، من رواد المسرح، وله كتابات نقدية في مجال المسرح، ولم يحضر عروض المسرح فحسب، بل كان يحضر حفلات ومآدب أهل الفن في ذلك الوقت. وبما أن كيروف لم يكن متزوجا، وكانت صديقته التي يرتبط معها بزواج مدني، ماريا ماركوس، مريضة، وجدت تلك الرواية طريقها إلى النور.
كذلك كانت زوجة نيكولايف، دراولي، تعرف كيروف وكان يعرفها لعملهما بنفس الجهاز الإداري بـ “سمولني”، كما تلقت عائلة دراولي شقة تتكون من ثلاث غرف عام 1931، وهو ما عزز تلك الرواية، إلا أن التكهن بتفاصيل “العلاقة الرومانسية” كان صعبا نظرا لأن الشقة كانت تجمع 6 أشخاص، كما أن ميلدا دراولي لم تكن ذات حظ من الجمال في الوقت الذي كان فيه كيروف محاطا بالجميلات من الفنانات. كذلك فإن نيكولايف لم يذكر في رسائله أو يومياته أو في التحقيقات ما يمكن أن يشي بأي قدر من الغيرة، على العكس، فقد كتب رسالة إلى زوجته وسلمها إلى زميله في الزنزانة، الذي اتضح فيما بعد أنه ضابط استخبارات، بينما كانت زوجته في ذلك الوقت قيد الاعتقال.
الرواية الثالثة هي دور ستالين الشرير في اغتيال كيروف، حيث ظهرت في فترة البيريسترويكا فرضية حظيت بشعبية كبيرة، بعد أن اختفت المحاذير، ولم يعد هناك ما نخشاه. صدر عام 2004 كتاب لغريغوري بوميرانز بعنوان “المحكوم عليه يباشر التحقيقات”، نشر فيه مذكرات غير منشورة لأولغا شاتوفسكايا، تحوي بيانات مثيرة للاهتمام حول عدد الأصوات التي حصل عليها كيروف في المؤتمر الـ 17 للحزب الشيوعي (يناير 1934) وكانت أكثر من الأصوات التي حصل عليها ستالين، ليقوم ستالين فيما بعد، وفقا للكتاب، بقمع جميع أعضاء لجنة الفرز تقريبا، بل وأصبح اسم المؤتمر فيما بعد بـ “مؤتمر الإعدام”.
لكن تلك ليست سوى ذكريات واستنتاجات غيرموثقة، وإنما مبنية على قصص المشاركين في الأحداث، والتي سمعت في معسكرات النفي، وقد تشير بشكل مبطن إلى بعض الحسد بين القائدين ستالين وكيروف، إلا أنها لا توفر دليلا مباشرا على تورط ستالين في مقتل كيروف. لكن مسألة تمكن نيكولايف من اختراق الحراسات حول كيروف، ثم الموت الغامض لحارسه بوريسوف، ثم القضاء لاحقا على جميع المشاركين في التحقيق تقريبا هي ما يغذي تلك الروايات، لكنه في الوقت نفسه لا يكفي لاستنتاجات جادة.
اليوم، يتفق معظم المؤرخين السوفيت على أن مقتل كيروف جاء على يد ليونيد نيكولايف، المصاب بمرض عقلي، ولم يكن هناك من يقف وراءه، بينما استغل ستالين الفرصة للقضاء على أعدائه المحتملين، الذين يمكن أن يهددوا سلطته الشخصية.
ومع ذلك، لا زالت هناك مواد في الأرشيف تحمل ختم “سري” الغامض، وحينما يزال ذلك الختم سوف يكون بإمكاننا إلقاء الضوء على الصفحات المظلمة من الماضي.
قضية كيروف لم تغلق بعد”.
غيورغي أولتارجيفسكي – “إيزفيستيا”
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة