يوم حمل لنا انسام الحرية وتوَّج رؤوسنا باكاليل الغار والكرامة ذكرى تزرع في النفوس جبالا من الأمل الذي يصفع الياس إنه يوم السابع عشر من نيسان عام ١٩٤٦ ليس تاريخا وتوقيتا على روزنامة الأيام إنه يوم سطعت شمسه فكانت أكثر اشراقا واكتسح ضوؤها عتمة الليل و الاحتلال فكان جلاء الظلم وجلاء المحتل يوم الجلاء العظيم الذي يطل علينا هذا العام كما في كل عام بألقه وعبقه بدفئه وجماله بمجده وجلاله حاملا فرحة النصر وزهوة الفخر يختصر العمر النضالي لشعب خلال حقبة عصيبة من تاريخه ويلخص أعياده وجهاده خاض غماره أبطال الثورة السورية الكبرى بقيادة المجاهد سلطان باشا الأطرش ورفاقه المجاهدين ابراهيم هنانو وصالح العلي وفارس الخوري وحسن الخراط وسعد الله الجابري وغيرهم من الكواكب المتوهجة في سماء الوطن وضمائر الأجيال حيث قدموا أبلغ دروس الوطنية واعمقها أثرا في السيرة والمسيرة فصحيح أن الجلاء تحقق في عام ١٩٤٦ لكن الصحيح أيضا ان بداية حكاية الجلاء عندما قرر يوسف العظمة ورفاقه التصدي للغزوة الفرنسية في بطاح ميسلون في ٢٤ تموز عام ١٩٢٠ وهم يدركون انهم غير قادرين على تحقيق النصر في معركة غير متكافئة وأنهم سيستشهدون لاحقا لكنهم خطوا بدمائهم رسالة للأجيال ان شعبنا لايقبل الضيم و الاحتلال؛ سبعة وسبعون عاما مرت في عمر شجرة الحرية ونحن مدينون لقوافل الشهداء الذين ضحوا في سبيل الوطن على امتداد عصرنا القديم والحديث و مدينون للقائد الخالد حافظ الأسد الذي وضع نصب عينيه شعار “الشهادة أو النصر” وعمل مخلصا طوال حياته على الدفاع عن الوطن والأمة وقضاياها وهانحن نحتفل بذكرى الجلاء في ظل قيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي يسير على خطا الآباء الأجداد والذي يعمل من أجل سوريا ونهوضها وحربتها واستقلالها؛ فتحية لشهداء الجلاء ولصانعيه الذين رووا بدمائهم الزكية تراب الوطن و أبوا أن يعيشوا إلا بكبرياء وشموخ احرار اعزاء في وطنهم الغالي وفرحة السوريين اليوم باعياد الجلاء كبيرة للغاية وهم إذ يحتفلون بها مصممون على أن يكملوا المسيرة المشرفة للاجداد ويكونوا خير من يؤتمن على هذا الإرث العظيم بتحقيق الجلاء الكامل عن كل شبر من أرضهم التي تدنسها أقدام الاحتلال بكل أشكاله وصوره وهذا الجلاء الأكبر قادم لا محالة مهما بلغت التضحيات ومهما طال الزمن
إعداد :مجد حيدر