ووفق خوام يأخذ الموقع شكل تجويف يصل قطره إلى 20 متراً، وعمقه بضعة أمتار فقط يحيط به في الأعلى ردميات ناتجة عن حفريات قديمة للبحث عن بئر ماء، حيث يصل عرضه عند القاعدة إلى نحو 30 متراً، وقد حفرت البئر المركزية العميقة على ارتفاع 465 متراً عن سطح البحر، في طبقة كلسية شديدة التشقق تمثل حجر الأساس (القاعدة الرسوبية الجيرية) التي تشكل قاعدة بادية الكوم، وتتوافق الطبقات الجيولوجية للرسوبات الصخرية في البئر مع تلك التي وجدت في قاعدة موقع الهمل التي لم يوجد مثلها في أي مكان آخر حتى الآن.
وبينت خوام أن هذه الصناعات الحجرية تعد أقدم من مثيلاتها في موقع العبيدية في فلسطين والمنتسبة عملياً إلى فترة الآشولي الأدنى، وأقدم من صناعات الحصى المطروقة في موقع بركة رام في الجولان، ومن صناعات الحصى في موقع بئر الهمل المجاور التي تؤرخ نسبياً على ما يقارب مليون سنة، وبذلك يكون أقدم أثر لثقافة الحصى المطروقة الممتدة بين 1.8 و2 مليون سنة مضت، وتعد إحدى أقدم الصناعات التي عرفت في المشرق، والتي حدد عمرها من خلال التاريخ المطلق.
وخلصت خوام إلى أهمية دراسة هذه المواقع في فهم سلوكيات وطرائق حياة الإنسان في العصر الحجري ونمط حياته في هذه البيئة الصحراوية، وتسليط الضوء على قدم وجود الإنسان في هذه المنطقة.