في الشارع الرئيسي لحي المهاجرين بحمص تفوح رائحة الحلويات الشهية والمعجونة بعزيمة شابين جريحين، تجاوزا جراحهما والظروف الاقتصادية الصعبة، فأسسا مشروعهما لصناعة الحلويات مثبتين صورة الإنسان السوري المعطاء في كل المواقع.
وخلال حديثه لمراسلة سانا بحمص ذكر الجريح قصي ربيع أنه تعرض لإصابة سنة 2013 عندما كان ضابطاً مع رفاق السلاح، وتسببت بفقدان عينه اليمنى وبكسور في أطرافه أجبرته على ملازمة البيت، وخلال فترة العلاج والنقاهة راودته فكرة تأسيس مشروع، فقرر افتتاح محل لبيع الحلويات، ولاحقاً تطويره بعد اكتسابه مهارة صناعة الحلويات بجميع أنواعها واستعان بأحد أصدقائه في سبيل هذه الغاية، وشرع بتأمين المواد والآلات اللازمة ليؤسس ورشة صغيرة وكانت البداية من خلال صناعة الكاتو.
ويشير الجريح قصي إلى سعيه مع صديقه الجريح أيهب حمود منذ تأسيس المشروع قبل أربع سنوات، إلى تطوير عملهما وتوسيعه عبر صناعة الحلويات الغربية والشرقية ولكل المواسم، منوهاً بالدعم الكبير الذي قدمه مشروع جريح وطن وتشجيعه لهما على الاستمرار، حيث يعتبر مشروعهما مصدر عيشهما وأسرتهما وطريقة ليتجاوزا الصعوبات والظروف الحالية.
ويؤكد الجريح قصي أنه رغم الصعوبات المتعلقة بالكهرباء والمواد الأولية ودفع الإيجار للمحل إلا أنه ورفيقه لن يتوقفا عن العمل، متمنياً أن يشمل دعم مشروع جريح وطن الإعفاء من الضرائب.
ويدعو الجريح قصي الشباب الجرحى والقادرين على العمل والإنتاج من أبناء سورية إلى أن يبدؤوا مشاريعهم التي تتناسب مع قدرات وإمكانيات كل منهم، ووفقاً لقوله: “يجب ألا نقف، فالفرص كثيرة وبلدنا بحاجة كبيرة لإنتاج أبنائه الخيرين”.
بدوره يوضح الجريح أيهب الشريك بالمشروع منذ التأسيس أنه تعرض لإصابة خلال الحرب الإرهابية سنة 2014 أدت لبتر طرفه الأيسر السفلي وألزمته البيت فترة طويلة إلى أن طرح عليه صديقه الجريح قصي فكرة المشروع وانطلقا به معاً.
ويؤكد حمود أنه بنى وقصي من خلال هذا المشروع سمعة طيبة وأصبح لديهما العديد من الزبائن، وسوف يواصلان العمل رغم الصعوبات، داعياً جميع الجرحى إلى العمل والإنتاج وتأسيس مشروع صغير منتج، إيماناً بقيمة العمل في حياة الإنسان.