أقامت مؤسسة القدس الدولية – سورية واللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية بدمشق اليوم محاضرة، بعنوان “المسكوكات الفلسطينية القديمة وهوية المكان”، وذلك في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة بدمشق.
وأشار الباحث المتخصص في المسكوكات القديمة الدكتور خالد كيوان في محاضرته إلى أهمية دراسة المسكوكات لكونها تعتمد على المنهج التاريخي التوثيقي الوصفي التحليلي الاستقرائي، فهي مادة أثرية تحتوي على صور وكتابات موثقة نقوم بوصفها، ونقارنها مع الأحداث التاريخية، ونعمل على استقرائها وتحليل معلوماتها ونوثقها بالصورة والرسم إن تطلب ذلك، موضحاً أن المدن الفلسطينية عرفت ضرب المسكوكات القديمة منذ القرن الخامس قبل الميلاد، فقد تم إصدارها عبر فترات ومراحل تاريخية تغطي تقريباً ألف عام.
وبين كيوان أنه من خلال تتبع أسماء المدن المنقوشة على المسكوكات والنقود نلاحظ عدم تغير هذه الأسماء بين عصرنا وقبل ألفي عام مضت، فاسم غزة بقي هو ذاته، واسم عكا، وعسقلان، وقيصرية، ونابلس، ما يشير إلى جذور هذه المدن الفلسطينية الأصيلة وتاريخها العريق والمتجدّر والقديم الذي لم يتغير بتغير الزمان وهذا يؤكد على هوية المدن الفلسطينية التي بقيت محافظة على أسمائها وأكبر دليل على أصالة الشعب الفلسطيني وارتباطه بأرضه وتمسكه بها رغم محاولة الاحتلال الصهيوني تهويد هذه المدن وفشله في ذلك.
وأكد كيوان أن المسكوكات تشكل وثيقة تاريخية مادية أثرية مهمّة تبرهن على حقيقة فلسطين قديماً في العصور الكلاسيكية والعربية الإسلامية، وتفنّد الادعاءات والمزاعم الصهيونية التي تدعي حقهم المزعوم في امتلاك هذه الأرض وتواجدهم القوي والفاعل فيها.
بدوره أشار مدير عام مؤسسة القدس- سورية الدكتور خلف المفتاح إلى أهمية إقامة المحاضرة والندوات لتوعية فئات المجتمع فالحركة الصهيونية العالمية ومراكز البحث التابعة لهم تحاول بشتى الوسائل أن تغير وتسلب التاريخ والثقافة الفلسطينية لإضفاء طابعها على كل ما هو في فلسطين، عكس ما هي حقائق التاريخ والدراسات الأنتروبولوجية والسياسية والأيكولوجية، التي تهتم بجغرافيا المكان.
حضر المحاضرة رئيس لجنة دعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني الدكتور صابر فلحوط وعدد من قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية السورية والفلسطينية ونخبة من الباحثين والمهتمين.