كاتب كندي: واشنطن وحلفاؤها يرتكبون منذ سنوات جرائم حرب في سورية

أكد المحامي الكندي المختص بالجرائم الدولية كريستوفر بلاك أن الولايات المتحدة ومن ورائها دول غربية تسير في ركبها ترتكب منذ سنوات جرائم حرب في سورية، وتنتهك سيادتها واستقلالها في خرق فاضح للقوانين والمبادئ الدولية.

وقال بلاك في مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرتش” الكندي تحت عنوان “سورية وجرائم الحرب الأميركية.. الحساب قادم”: إن الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا التي اتهمت غير مرة سورية بارتكاب جرائم هي في حقيقة الأمر وبالتعاون مع عصاباتها من يقوم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا حصر لها في سورية منذ اللحظة التي بدأت فيها بالتحريض على هذا البلد عام 2011، وإغداق دعمها اللامحدود للتنظيمات الإرهابية الموالية لتضيف إلى ذلك عقوباتها غير الشرعية ضد الشعب السوري.

وأوضح بلاك أن تاريخ الحرب التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا و”إسرائيل” وحلفاؤهم ضد سورية معروف جيدا للجميع من اعتداءات جوية وهجمات صاروخية واغتيالات، إضافة إلى الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للجولان السوري بدعم من واشنطن وأخيراً الغزو الأميركي لسورية الذي بدأ عام 2015 باعتداءات جوية استهدفت مواقع للجيش السوري لعامين متتاليين لتستتبعها بالدخول الصريح للقوات الأمريكية إلى أجزاء من الأراضي السورية واحتلالها في آذار من عام 2017 وحتى يومنا هذا.

وأضاف بلاك: إن الأميركيين قدموا مختلف أنواع الذرائع لهذا الغزو ولم يمنحهم أي منها أساسا قانونياً لعدوانهم، نظراً لأن ما فعلوه في حقيقة الأمر هو اعتداء مباشر ووحشي على دولة ذات سيادة في انتهاك لمبادئ نورمبرغ التي وضعت عام 1946 ولميثاق كيلوغ برياند لعام 1928، والذي وافقت فيه جميع هذه الدول على وجوب عدم مهاجمة أي دولة أخرى وعدم اللجوء إلى الحرب لتسوية الخلافات الدولية.

وأورد الكاتب بعض الأمثلة على جرائم القوات الأميركية في سورية، ومن بينها القصف الجوي والمدفعي المكثف لمدينة الرقة عام 2017 وتدميرها واستخدام قذائف الفوسفور الأبيض المحظورة بموجب القانون الدولي، وقتل أعداد ضخمة من المدنيين، فيما قام أتباعها من الإرهابيين بتدمير مدينة حلب وشن هجمات إرهابية في دمشق والعديد من المدن والبلدات السورية تحت غطاء الدعم الأميركي.

وشدد كاتب المقال على أن الغزو الأميركي لسورية جعل من الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما الذي أمر به مجرم حرب، ورغم الإعلان الأميركي بسحب القوات من سورية في عهد دونالد ترامب عام 2019، إلا أن واشنطن تواصل بناء قواعد عسكرية لها على أراضي هذا البلد وتتحكم من خلالها بحقول النفط المهمة وتنهبها، فضلاً عن مناطق إنتاج القمح الحيوية بالنسبة للبلد وحياة شعبه، متخذة ذرائع أصبح من المعروف بطلانها كمحاربة الإرهاب.