قرار “غبي يهدد أوروبا بأكملها”… عبارة لخص فيها الكاتب في صحيفة ديلي ميل البريطانية بيتر هيتشينز التحركات الغربية الجديدة التي سارعت لندن إلى قيادتها لتسليح النظام في كييف بدبابات قتالية رئيسية لتصب بذلك مزيداً من الزيت على النار، وتدفع باتجاه صراع مفتوح لا أمل في إنهائه.هيتشينز انتقد بشدة في مقال نشرته ديلي ميل أمس قرار إرسال دبابات تشالنجر 2 القتالية إلى أوكرانيا الذي اتخذته الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي دون أي نقاش أو معارضة من أي نائب في مجلس العموم ضاربة بذلك على حد تعبيره عرض الحائط بكل شعارات حرية التعبير عن الرأي والرأي العام، ومتخذة القرار نيابة عن كل البريطانيين.دبابات تشالنجر 2 وغيرها من نظير ليوبارد الألمانية وابرامز الأمريكية هي دبابات قتالية وليست دفاعية كما أوضح هيتشينز، وإرسال مثل هذه المنظومات الحديثة إلى نظام كييف لن يفضي إلا إلى نتيجة واحدة وهي إطالة أمد الأزمة في أوكرانيا وتعميقها.هذا القرار “الغبي” حسب وصف هيتشينز يمكن أن يحول أوروبا إلى “مقبرة إشعاعية” فإذا ما كانت كييف تخطط لمهاجمة جزيرة القرم أو التعدي على حدود روسيا، فإن ذلك سيؤدي حتماً إلى تحرك موسكو للدفاع عن أمنها، وآنذاك سيكون رد الفعل الأمريكي التقليدي كارثياً يأخذنا إلى مرحلة أخرى من الرعب والخسائر والأوبئة والفقر التي تتبع الحروب دائماً.هيتشينز استهجن الاستراتيجية التي تتبعها لندن إزاء الأزمة في أوكرانيا والإصرار على مواجهة روسيا دون أي طائل، مشيراً إلى أن بريطانيا لن تصبح أكثر أمناً أو ازدهاراً باتباعها سياسة التصعيد ضد موسكو، وإرسال دبابات وأسلحة متطورة إلى أوكرانيا.وأكد الكاتب البريطاني أن “السياسة الخارجية المعقولة واللائقة هي مساعدة الأطراف على التوصل إلى حل وسط دائم، لكن لندن تقوم بدلاً من ذلك بإرسال دبابات وكأن من يفترض أن يكونوا رجال إطفاء هم من يقومون بإشعال النيران”.وبعد قرار لندن إرسال دبابات “تشالنجر 2” اتجهت الأنظار إلى صدور قرار مماثل عن ألمانيا بإرسال دباباتها من طراز ليوبارد إلى كييف لكن برلين اشترطت أن تقوم واشنطن بإرسال دبابات ابرامز الأمريكية ليكون تحركاً موحداً من قبل دول حلف شمال الأطلسي ناتو، لنقل القتال في أوكرانيا إلى مستوى ثان يعتمد على الأسلحة الهجومية وليس الدفاعية.وفي داخل الولايات المتحدة حذر الضابط في سلاح الجو الأمريكي جيف لامير من أن واشنطن ترتكب خطأً فادحاً بتزويدها كييف بأنظمة الدفاع الجوي من طراز باتريوت، مشيراً إلى أن مثل هذا التحرك “لن يغير ضعف أوكرانيا المتأصل في الجو”.وأوضح لامير أن القوات الأوكرانية ليست مستعدة لاستخدام مثل هذه المعدات العسكرية “المعقدة وذات التقنية العالية” والتي تستغرق دراستها عدة أشهر، معتبراً أن التناقض في هذا السياق كبير للغاية، وأن “إصرار واشنطن على هذه الخطوة، رغم هذه الحقيقة خاطئ وسيتعين عليها أن تدفع الثمن غالياً مقابل ذلك”.وكانت روسيا أكدت مراراً أن توريد الأسلحة الغربية لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع ويتسبب بمزيد من الدمار في أوكرانيا، محذرة من أن الأسلحة التي يتم نقلها إلى أوكرانيا ستمثل هدفاً مشروعاً للجيش الروسي.
سانا