أكثر تحرك متهور وأرعن اتخذه حلف شمال الأطلسي “ناتو” منذ إنشائه، هكذا وصف موقع “وورلد سوشاليست” الأمريكي قرار بريطانيا وبولندا إرسال دبابات قتال رئيسية لمواجهة روسيا في أوكرانيا، الأمر الذي يمهد الطريق أمام الولايات المتحدة وألمانيا لاتخاذ قرار مماثل.الموقع أوضح أنه في حال حذت برلين حذو لندن فإنها ستكون المرة الأولى منذ 80 عاماً التي تعبر فيها دبابات ألمانية الحدود البولندية للمشاركة في مواجهة عسكرية، مبيناً أن الدبابات سلاح هجومي وليس دفاعياً وتستخدم لخرق خطوط الخصم، بهدف احتلال الأراضي ما يمثل نقطة تحول جديدة في أزمة أوكرانيا.ورأى الموقع أن مثل هذه التحركات تشير فعلاً إلى توسع دائرة انخراط الغرب في أزمة أوكرانيا، حيث تقوم الولايات المتحدة أصلاً بتدريب مئات الأوكرانيين على استخدام المدرعات القتالية في قاعدتها بولاية بافاريا الألمانية، كما أنها تجري مناورات عسكرية باستخدام مثل هذه العربات مع حلف ناتو.وبالإضافة إلى ما سبق ذكره فإن إرسال دبابات قتال رئيسية إلى أوكرانيا يعني أن هذه الدبابات بحاجة إلى شبكات لوجيستية واسعة لتسليحها ودعمها، فدبابة واحدة من طراز (ام 1 ابرامز ) تستهلك 60 غالوناً من الوقود في الساعة عند نشرها، كما تحتاج هذه الدبابات إلى طواقم أفراد هائلة معظمها سيكون من قوات ناتو نفسه.كل دبابة من طراز “ليوبارد 2” تكلف وسطياً حسب الموقع 15 مليون دولار وعدا عن أن هذه الأنظمة ستكون هدفاً واضحاً فإن قوافل مواردها البشرية واللوجستية ستتحول هي الأخرى إلى أهداف، وستكون مسألة حمايتها أمراً حتمياً بالنسبة لحلف شمال الأطلسي.ومع اتساع رقعة التدخل الغربي في أوكرانيا وإرسال مزيد من الأسلحة وخاصة الدبابات وما يتطلب تشغيلها وحمايتها، فإن دول “ناتو” وأمريكا يضعون مصداقيتهم في نتيجة الحرب على المحك وسيلجؤون تحت ذريعة حماية ممتلكاتهم العسكرية وقواتهم إلى الانخراط في مواجهة مباشرة مع روسيا.وأشار الموقع إلى أن الأوروبيين والأمريكيين سيواجهون تداعيات هذه الجوانب للتصعيدات المستمرة من جانب حكومات بلدانهم التي وعدت بعدم الدخول في حرب كبرى.الاستراتيجية التي تتبعها واشنطن بالنسبة لأوكرانيا متهورة برمتها، وفقاً لوصف الموقع، ومدفوعة ليس فقط بخطط السيطرة على العالم، بل بمصالح اقتصادية واجتماعية.إن التصعيد المتسارع لما يجري في أوكرانيا وتكثيف عمليات ضخ الأسلحة إليها خلال الأسبوعين الماضيين يؤكد أن الولايات المتحدة وحلف ناتو يبثون الأكاذيب فقط حول نواياهم الحقيقية في أزمة أوكرانيا، ويتعمدون إخفاء عواقب أعمالهم سواء من ناحية الأرواح التي زهقت وستزهق جراء النزاع أو من ناحية أموال دافعي الضرائب التي يتم ضخها بشكل جنوني إلى النظام في كييف.
سانا