حذر علماء مناخ من أن عودة ظاهرة “النينيو” المقترنة بأزمة المناخ العالمية في وقت لاحق من هذا العام، ستؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية “خارج الخط البياني”، وتتسبب بموجات حر غير مسبوقة.ورجح البروفيسور آدم سكيف رئيس قسم التنبؤات بعيدة المدى في مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة وفق صحيفة الغارديان “أن ظاهرة النينيو تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية بـ 1،5 درجة مئوية وأكثر على مدى السنوات الخمس القادمة”، مشيرا إلى أن “تأثيرات الظاهرة ستزاد قوة في ظل تغير المناخ، ويمكن رؤية الآثار المتقلبة لدورة النينيو والنينيا يمكن في العديد من مناطق العالم”.من جانبه توقع البروفيسور جيمس هانسن من جامعة كولومبيا في نيويورك “أن يكون هذا العام أكثر سخونة من عام 2022 الذي تصنفه مجموعات البيانات العالمية باعتباره خامس أو سادس أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، لكن ظاهرة النينيو تحدث خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، ويستغرق الشعور بأثرها الحراري شهوراً، مما يعني أن عام 2024 من المرجح أن يسجل رقماً قياسياً جديداً في درجات الحرارة العالمية أيضاً”.البروفيسور بيل ماكغواير من جامعة كوليدج لندن بالمملكة المتحدة قال بدوره: “عندما تصل النينيو فإن الطقس القاسي والمتطرف الذي انتشر في جميع أنحاء كوكبنا في عامي 2021 و2022 سيصبح غير ذي أهمية”، كما قال البروفيسور تيم بالمر من جامعة أكسفورد: “العلاقة بين الطقس المتطرف ومتوسط درجة الحرارة العالمية ليست قوية لكن التأثيرات الديناميكية الحرارية لتغير المناخ ستؤدي إلى حدوث حالات شاذة نحصل عليها من عام النينيو وهذا يعتبر أكثر تطرفاً”.وأدت الغازات الدفيئة المنبعثة من الأنشطة البشرية إلى ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية بنحو 1،2 درجة مئوية حتى الآن، وقد أدى ذلك إلى آثار كارثية في جميع أنحاء العالم من موجات الحر الشديدة في الولايات المتحدة وأوروبا إلى الفيضانات المدمرة في باكستان ونيجيريا والتي ألحقت الضرر بملايين الأشخاص.وتعد ظاهرة النينيو والنينيا هي السبب الأكبر لاختلافات الطقس من سنة إلى أخرى في العديد من المناطق، ففي سنوات ظاهرة النينيا تكون الرياح التجارية من الشرق إلى الغرب من المحيط الهادئ أقوى، ما يدفع بالمياه السطحية الدافئة إلى الغرب ويسحب مياها أعمق وأكثر برودة في الشرق، فيما تحدث ظاهرة النينيو عندما تتضاءل الرياح التجارية، ما يسمح للمياه الدافئة بالانتشار شرقا، ما يؤدي إلى اختناق المياه الباردة وإلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية.وتعاني الدول المتاخمة لغرب المحيط الهادئ بما في ذلك إندونيسيا وأستراليا من ظروف أكثر حرارة وجفافاً
سانا