انطلقت في قازان عاصمة جمهورية تترستان الروسية اليوم فعاليات المنتدى الدولي لاتفاقية “حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي”، بمشاركة سورية.
وأكدت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة في كلمة خلال الافتتاح أن سورية كانت سباقة في التوقيع على اتفاقية عام 1972 لحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، لإيمانها بأن تراثها الثقافي فريد من نوعه واستثنائي بكل المعايير، لعمق جذوره في التاريخ وأصالته وتنوعه.
وأوضحت مشوح أن سورية شهدت خلال العقد الأخير حرباً إرهابية استهدفت التراث الثقافي المادي الذي أصابه التخريب المتعمد والتنقيب الجائر والسرقة والتهريب، وما تلاها من حصار تمثل بإجراءات قسرية أحادية الجانب انعكست آثارها السلبية على جهود حماية تراثنا العالمي الثقافي والطبيعي، منوهة بالجهود التي بذلها المختصون السوريون لصون تراثنا وضمان استدامته.
ونوهت مشوح بوقوف روسيا الدولة الصديقة إلى جانب سورية في صد الإرهاب والحد من آثار الحصار الجائر الذي تتعرض له، مشددة على أن سورية لن تنسى هذا الموقف المنصف المشرف الذي نقابله اليوم، بما تمليه علينا أواصر الصداقة العميقة التي باتت تربط شعبينا.
واعتبرت مشوح أن التعاون السوري الروسي الإيجابي في مشروع ترميم قوس النصر في مدينة تدمر الأثرية وغيره من المشاريع الثقافية، يمثل تجسيداً لرغبة مشتركة صادقة في حماية إرث حضاري عظيم بأيد خبيرة.
من جانبها أكدت وزيرة الثقافة الروسية أولغا ليوبيموفا في كلمتها انفتاح بلادها على الحوار والتعاون الدولي في جميع المجالات، داعية الى إبعاد التسييس عن الثقافة وحماية الإرث الحضاري العالمي.
ووجه وزير الخارجية رئيس لجنة روسيا الاتحادية في اليونسكو سيرغي لافروف برقية إلى منظمي الحدث والمشاركين فيه، تلاها نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، أشار فيها إلى أن جدول الأعمال الموضوعي للمنتدى يشمل مجموعة واسعة من القضايا الملحة، وستتم مناقشة مواضيع مهمة مثل مشاريع طريق الحرير الكبير وترميم تدمر السورية.
وألقى كل من رئيس جمهورية تترستان رستم مينيخانوف والأمين العام لجمعية شعوب أوراسيا أندريه بيليانينوف كلمات، أكدوا فيها ضرورة أن يؤدى المنتدى مهمة التوحيد والتغلب على الاختلافات والوصول إلى مستوى جديد من التعاون بين الشعوب.
وعلى هامش المنتدى وقعت الدكتورة مشوح مع نظيرتها الروسية أولغا ليوبيموفا اتفاقية تعاون ثقافي بين البلدين، بحضور رئيس جمهورية تترستان رستم مينيخانوف ورئيس لجنة اليونسكو وأعضاء الوفد السوري المرافق.
ويستمر منتدى قازان حتى التاسع من الشهر الحالي ويشمل سبعة مؤتمرات، ونموذجاً شبابياً للجنة التراث العالمي لليونسكو بحضور ممثلي 56 دولة.
وتعتبر اتفاقية عام 1972 المتعلقة بحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي واحدة من أكثر الأنشطة الدولية فاعلية والمعترف بها على نطاق واسع والتي تم تطويرها تحت رعاية اليونسكو.