مجموعة شعرية جديدة للشاعر عصام خليل بعنوان “على خصرها” تتضمن نصوصاً اقتصرت على الأدب الوجيز الذي يعتبر من أهم معطيات الحداثة في مواضيع مختلفة غلبت عليها الفلسفة والنزعة الوجدانية بأسلوب شعر التفعيلة.
وتأتي نصوص الشاعر خليل بعاطفة صادقة وتوازن موضوعي ملتزماً بالتفعيلة واللغة والفكرة التي يريد أن يصل إليها كقوله في قصيدة طريق …. أنا عابر في زحمة الدنيا .. إلى ما لست أعرف من خواء … وحدي وهذا الدرب مزدحم بنا.. وبمن تساقط قبلنا ..وبمن سيسقط بعدنا ممن سيخدعه الرجاء.
وبرغم اعتماد الشاعر خليل على النص الوجيز فإن الصورة الشعرية والتشبيه الأدبي يظهران بجمال دون إهمال المقومات الشعرية الأخرى فيقول في قصيدة بعنوان “عليك السلام” .. عليك الصباح ..على وجهك الحلو كمشة فجر وعطر أقاح .. عليك الغناء ..عليك العذوبة والكبرياء ..عليك القصيدة شاردة في الهديل ..إلى لغة في أقاصي الكلام ..عليك السلام.
ويعتمد الشاعر خليل في نصوصه عبر اختزال شديد على الدلالة وذلك من خلال ما يعبر فيه عن نزعته الذاتية ولا سيما المحبة كقوله في نص بعنوان “أمنية” .. تمنيت والله لم استطع .. لأرشدت قلبي الغوي إليك ..وخليته في هداك يضيع.
وفي كتابه الشعري يشرح خليل معنى كلمة شاعر من وجهة نظره بعد استنتاجاته الخاصة التي توصل إليها كونه شاعراً عاش تجارب ثقافية واجتماعية كثيرة فيقول في قصيدته “الشاعر”.. دوما لا بأس .. فالشعر حنان الله جذوع تنهض .. مهما حطم فيها الفأس والشعر عذابات خضراء وفضة أنهار في كأس .. والشاعر روح جهنم لا يطفئها لا اليأس .. دوماً لا بأس أبدا لا بأس.
المجموعة الشعرية التي تميزت بالتوازن الموضوعي والرؤية الفلسفية الناتجة عن تجارب عاشها الشاعر خليل من منشورات اتحاد الكتاب العرب تقع في 106 صفحات من القطع المتوسط ومؤلفها شغل عددا من المواقع في اتحاد الكتاب العرب ومنصب وزير الثقافة وهو الآن يعمل في المحاماة.