خيط الفنانة التشكيلية حياة صقر يبدأ رحلته ليحيك لها طريقاً جديداً

طوعت الفنانة التشكيلية حياة صقر خيوطها التي استحضرت ملامحها من مسقط رأسها المتربع على سفوح جبل الشيخ والذي يطل على الجولان السوري المحتل.. تلك القرية الصغيرة “حضر” حيث تكاد الخيطان الملونة لا تفارق سيداتها اللواتي يحكن حكايات دفء وبدايات جديدة بين كل قطبة وقطبة.

وبعد مضي 36 عاماً على تخرجها من معهد الفنون الجميلة بدمشق افتتحت صقر معرضها الفردي الأول بعنوان “خيط” الذي احتضنته غاليري مشوار بدمشق ويتضمن 29 لوحة من الأعمال الفنية مختلفة الأحجام.

المعرض الذي يستمر إلى الأول من الشهر المقبل تميز بوهج الألوان في أعمال صقر المشغولة بمواد متنوعة أهمها الخيش وخيطان الحياكة والأصواف والألوان المائية وفي أغلب الأحيان تكون هذه الخيوط متشابكة متعرجة غير مستوية لإنتاج لوحات تعتمد في تشكيلاتها على الوجوه وهي تلتمس أولى خطواتها في الاحتراف الفني وتحاول رسم نقطة انطلاقة واضحة لتجربة فنية فريدة من نوعها في سورية.

واعتمدت صقر على تقنيات تشكيلية غريبة من حيث القطب والغرز والتشبيك وقطع الخيوط بأرضية الخيش الملون فبعض حوافها متلاشية بينما تركت قطعاً خيطية متناثرة خارج حدود اللوحة لترسم الوجه الإنساني دون الاكتمال بانطباعية موحية فنسجت حكايات من خيوط الذكريات في رسم الإنسان بما يعيشه من تفاصيل حياته اليومية بطريقة رمزية.

وتقول صقر ذات الـ 57 عاماً في حديث لـ سانا “خبرت الخيط طويلاً وأحببت هذه الخامة حيث أدخل كل يوم إلى مرسمي كشخص يسير نحو المجهول أتلاعب مع الخيوط التي تأخذني حيث تريد أحياناً وإلى ما أريد أحياناً أخرى”.

وتابعت “كانت الخيوط تناديني لأحاورها وتركت لمشاعري الحرية الكاملة للتعبير عما يقلقني فعادت إلى ذاكرتي مشاهد بعيدة لحياتي في الريف الذي أغنى مخيلتي وهكذا بدأت أدعو إلى اللوحات أناساً بوجوه مترقبة ينتظرون الغد ويرجون الطبيعة”.

وعرجت صقر التي طرزت اسمها توقيعاً بألوان مختلفة بين لوحة وأخرى إلى أنها تعيش مع الخيط مغامرة جديدة ومجهولة في آن واحد معربة عن أملها أن تحفز لوحاتها المتلقي على التفكير بحرية ويطلق العنان لمخيلته.

وأشارت صقر إلى أن معظم أعمالها عبارة عن وجوه لأن ملامحها تعبر عن مشاعرنا وأحاسيسنا وترمز للأحلام والطموحات والتحديات والجمال والقوة والمرأة القوية.

وذكرت الفنانة التشكيلية أنها عملت كمدرسة ثم انتقلت إلى المسرح المدرسي قسم الفنون الجميلة وعملت في مجال تصميم الأزياء والإكسسوارات في سينوغرافيا المسارح حيث كانت أول أعمالها كيف يقرأ الفرنسيون مسرح سعد الله ونوس ثم تنفيذ وتصميم سينوغرافيا مسرحية “جثة على الرصيف” إخراج السيدة دلفين دوبوتريه.

وعملت صقر إلى جانب ابنها في السيناريست ومع المخرج رامي نضال في تصميم الأزياء لفيلمه الروائي القصير “السابعة والربع مساء” كما عملت في العلاج عن طريق الرسم في سورية والأردن ولبنان والسعودية والعديد من البلاد الأوروبية إلى جانب مشروع إعادة تدوير وتحويل العبوات البلاستيكية إلى لوحات فنية بالإضافة إلى مشاركات جزئية في معارض جماعية.