يونس خلف
لا يمكن الحديث عن جولة الرئيس الاميركي بايدن بمعزل عن الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والدول الغربية على روسيا وأيضا الأزمة القائمة في سوق الطاقة العالمية، وارتفاع أسعار النفط ولذلك تحركت إدارة بايدن باتجاه منتجي النفط و اولهم السعودية لتطالبهم بزيادة الإنتاج لتعويض أي نقص ناجم عن تعثر الصادرات الروسية.
والأمر الآخر هو ما قامت به دول المنطقة من تعزيز العلاقات مع كل من الصين وروسيا، ما أثر بشدة على العلاقات مع الولايات المتحدة وعلى تقليص حجم وقدرة النفوذ الأمريكي في المنطقة .
لكن في كل الأحوال يبقى ملف النفط هو الدافع الأساسي لجولة بايدن لمواجهة نقص تدفق النفط والطاقة الروسية في الأسواق وكان لا بد من التوجه إلى منطقة الخليج وبصفة خاصة المملكة العربية السعودية الغنية بالنفط والعضو النشط بمنظمة أوبك لتضخ المزيد من الإنتاج في الأسواق بما يحقق استقرار الأسعار وخفض الاعتماد العالمي على صادرات الطاقة الروسية. والرئيس الاميركي هنا لا يشعر بالحرج عندما يتراجع عن تصريحاته السابقة تجاه المملكة، وأن يعيد حساباته وتوجهات بوصلة إدارته تجاه الشرق الأوسط لأن مصلحة بلاده تتطلب ذلك ثم لماذا الحرج وتاريخ أميركا كله مبني على النفاق .
لكن ذلك كله لا يعني أن زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن لا تواجه تحديات على كل المستويات في ظل واقع دولي بات يفرض نفسه ويأكل من هيبة وريادة الولايات المتحدة الاميركية على المستوى العالمي
وفي مقدمتها عدم قدرة واشنطن على فرض اجنداتها كما تريد وتشتهي ولن تكون أكثر من تصوير أميركاني كما كان يطلق على التصوير الوهمي عندما تكون الكامير خالية من الفيلم .