حافظت رهام خدوج من الشيخ بدر في ريف طرطوس على الموروث الشعبي الذي ورثته عن والدتها وجدتها من صناعة تحمل روح الطبيعة وهي صناعة مقالي الفخار وتطوره كمشروع صغير يعيلها وأسرتها.تمتهن خدوج صناعة مقالي الفخار منذ أكثر من 10 سنوات بمساعدة والدتها هيام ديوب لتأمين مردود مادي بتكاليف قليلة ومواد بسيطة تعتمد على البيئة من ماء وتراب وحجر ملحي.
وحول آلية صناعة مقلي الفخار الذي عرف كوعاء مخصص للطبخ يزيد عمره على 8 قرون أوضحت خدوج لمراسلة سانا أن صناعته تتطلب نوعاً خاصاً من التراب الذي يتم نقعه بالماء ثم نأتي بحجر بلوري ندقه ونطحنه للحصول على مسحوق أبيض ناعم يضاف إلى خليط التراب المنقوع بالماء ليمنحه التماسك والقوة ثم ندق التراب بعد رش المسحوق الملحي عليه ونعجن الخليط ثم نضعه على قاعدة خشبية لنقوم بعدها بصناعة تجويف عميق وبذلك تبدأ مرحلة تدوير المقلي ويأخذ الخليط شكل الوعاء.وأوضحت خدوج أن المرحلة اللاحقة هي مرحلة التسخين التي تهدف إلى جعل المقلي أملس ناعماً ويتم بها ملء الثقوب الصغيرة حيث تستخدم أداة بسيطة هي حجر صغير أملس ثم يوضع المقلي في الظل حتى يجف وبعدها تبدأ مرحلة الشي في النار فيوضع المقلي في التنور حتى يكتسب اللون الأحمر ثم يرفع ويغمر بورق السنديان ويفرد بقطعة قماش لتزيد من نعومته ويصبح جاهزاً للاستخدام.
وأما عن آلية التسويق فتقوم خدوج ببيعها بكميات كبيرة للتجار مباشرة حيث أوضح التاجر إسماعيل بدر صاحب محل لبيع الفخاريات والأواني المنزلية أنه يقوم بشراء مقالي الفخار بأنواعها وأحجامها المختلفة لتسويقها في البلدان المجاورة “لبنان والعراق” مشيراً إلى الإقبال الكبير على شراء هذه الاواني وخاصة في الآونة الأخيرة حيث يفضل المواطنون والأجانباقتناء الأواني الفخارية ويركزون على التحف المصنوعة من الفخار.السيدة أمل إبراهيم أوضحت أن الطبخ بمقلي الفخار يضفي نكهة خاصة على الطعام إضافة إلى ملاحظتها احتفاظ الخضار بشكلها وقوامها المتماسك مقارنة بالأواني الاخرى أما هبة سلمان فقد اختارت الطبخ بالفخار حيث لاحظت احتفاظ الطعام بعناصره الغذائية لأنها لا تحتاج إلى مدة زمنية طويلة أثناء الطهي إضافة إلى عدم إفراز هذه الأواني مواد سامة جراء تعرضها للحرارة فهي مصنوعة من مواد صحية وطبيعية بشكل كامل.
سانا