لن يكون الطريق إلى الإليزيه ممهداً بالنسبة للرئيس الفرنسي المنتهية ولايته ايمانويل ماكرون في سعيه للفوز بولاية ثانية بعد أن أظهرت نتائج الجولة الأولى التي أجريت في العاشر من الشهر الجاري منافسة قوية من مرشحة اليمين المعارض مارين لوبان.
التدني الملحوظ في نسبة التصويت والذي هيمن على الجولة الأولى كان سيد الموقف حيث وصلت نسبة الممتنعين عن التصويت إلى 26 بالمئة مقارنة بنسبة 22 بالمئة في انتخابات عام 2017 الأمر الذي دفع المرشحين منذ ظهور نتائج الدورة الأولى إلى العمل على جذب أصوات أتباع المرشحين الآخرين الذين لم ينتقلوا إلى الجولة الثانية.
وستحرص لوبان في الجولة النهائية المقررة الأحد القادم على ألا يتكرر سيناريو انتخابات عام 2017 التي انتصر فيها ماكرون وذلك من خلال إقناعها المترددين والممتنعين عن التصويت والناخبين من الأحزاب الأخرى بالتصويت لبرنامجها الانتخابي بهدف استقطاب أصوات جديدة تكون عوناً لها للفوز على ماكرون.
استطلاع للرأي أجرته المؤسسة الفرنسية للرأي العام لصالح قناة (تي اف 1) أوضح أن نتائج الجولة الثانية للانتخابات ستكون لصالح ماكرون بنسبة 51 بالمئة مقابل 49 بالمئة للوبان ما يؤكد أن ماكرون أمام تحد صعب في الجولة الأخيرة في الوقت الذي يرى فيه جيمس شيلدز أستاذ الدراسات الفرنسية بجامعة وارويك أن ماكرون: “لم يعد مرشح الأمل والتغيير بالنسبة للفرنسيين” وذلك تعقيباً على استطلاع القناة.
ورأى تقرير لصحيفة (لوفيغارو) الفرنسية أن أصوات المرشحين الخاسرين في الجولة الأولى ستساعد لوبان مرشحة حزب “التجمع الوطني” في تحقيق تقدم على ماكرون على عكس عام 2017.
وما ذهب إليه تقرير (لوفيغارو) أيده استطلاع لصحيفة (لو باريزيان) أكد أن 79 بالمئة من ناخبي مرشح اليمين المتطرف ايريك زمور مستعدون للتصويت للوبان في الدور الثاني وكذلك 20 بالمئة من ناخبي جون لوك ميلنشون مرشح حزب “فرنسا الأبية”.
موقع صحيفة (ليزيكو) الفرنسية أوضح أن لوبان -53عاماً- قادرة هذه المرة على إثارة قلق ماكرون إذ تقترب منه فيما يخص نية التصويت في الجولة الثانية بـ 47 بالمئة من الأصوات مقابل 53 بالمئة للرئيس المنتهية ولايته ما يجعل ميزان القوى يختلف اختلافاً كبيراً مقارنة بعام 2017 حيث فاز ماكرون بنسبة 66 بالمئة من الأصوات مقابل 34 بالمئة لمرشحة حزب “التجمع الوطني”.
ولعل أبرز ما يصعب المهمة على ماكرون -45عاماً- في الجولة الختامية هو إعلان القائمين عن حملة جان لوك ميلونشون مرشح أقصى اليسار الذي حصل على نسبة 22 بالمئة في الجولة الأولى أنهم إما سيمتنعون عن التصويت أو يعطون أصواتهم لمن يرونه مناسباً.
وكان ماكرون حصل في الجولة الأولى للانتخابات على 28.5 بالمئة من الأصوات مقابل 23.6 بالمئة للوبان فيما بلغت نسبة الإقبال على التصويت 65 بالمئة بنسبة تقل عما تم تسجيله في عام 2017 والتي بلغت حينها 69.4 بالمئة وفق ما أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية.