في أحد أزقة حي باب السباع بمدينة حمص يقبع مشغل السيدة سهام معراوي لتعليم فنون الخياطة والشك الذي تعرفه كل نساء الحي والأحياء المجاورة فهو المكان الذي خرج الكثير منهن ممن انخرطن في سوق العمل وأمن مصدر دخل لهن ولأسرهن.
وعن مشروعها تحدثت معراوي لمراسلة سانا “إيماناً مني بضرورة عمل المرأة لبناء المجتمع والأسرة وبهدف تمكينها ودعمها أطلقت منذ 3 أعوام مبادرة مشروع خيط من ذهب لتعليم النساء فنون الخياطة والتفصيل والشك مجاناً ليكن قادرات على إعالة أنفسهن وأسرهن حيث بدأ المشروع بعدد محدد من ماكينات الخياطة ليتطور ويصبح لدينا 7 ماكينات حديثة بفضل دعم المتبرعين”.
وأشارت إلى أن المشروع يضم 3 أقسام هي قسم المكنات وتتعلم فيه المتدربات أصول الدرزة والحبكة وإصلاح أعطال الملابس وحياكتها وتصنيع الملابس المدرسية التي تقدم لطلاب المدارس الأكثر احتياجا مجاناً وقسم التفصيل والتصميم الأكاديمي ويتعلمن فيه أصول رسم البترون على الورق وكيفية تطبيقه على القماش مع مدربات مختصات وقسم الشك على النول.
وبينت معراوي أنه منذ انطلاق المبادرة عام 2019 وحتى الآن يتم في كل عام تدريب وتخريج نحو 160 امرأة أغلبهن الآن صاحبات مراكز ومشاغل ومحال خاصة بهن أو يعملن لدى أصحاب بعض معامل الألبسة الأمر الذي وفر لهن مردوداً مالياً لافتة إلى الخطط التي وضعتها لتطوير العمل مستقبلاً ليضم صناعات يدوية أخرى عبر تدوير بقايا الأقمشة وتحويلها لقطع فنية أو لوحات وإدخال فن الكروشيه.
بدورها مدربة الشك كندة نعمة قالت: “مهمتي في المشغل تعليم الفتيات فنون الشك على النول” مشيرة إلى أهمية هذا المشروع الذي أتاح الفرصة للنساء الراغبات بتعلم هذه الحرف التي تعتبر من تراثنا.
نهلة سيف عسكر مدربة التفصيل والخياطة رأت أن الخطوة التطوعية التي يقمن بها كمدربات فتحت أمام النساء مجالاً مهما لتعلم فنون الخياطة والتفصيل مؤكدة أنه بعد انتهاء فترة التدريب يعملن على توفير فرص عمل للنساء عبر مخاطبة الجمعيات أو أصحاب المعامل بهدف إدخالهن سوق العمل الفعلي.
وقالت جوليت شوحة “ظروفي الأسرية الاقتصادية الصعبة دفعتني لتعلم هذه المهن لتأمين مصدر رزق لعائلتي حيث أنهيت التدريب وبقيت كمتطوعة في المشروع لاكسب خبرة أكبر كما اقتنيت ماكينة خياطة في بيتي وأصبحت أنفذ وأطبق كل ما أتعلمه”.
واستعرضت المتدربة صفاء دعدوش مراحل العمل على نول الشك والخبرة التي اكتسبتها من الكادر التعليمي في المشروع الذي يقدم كل المعلومات اللازمة لتمكين النساء من المهنة قائلة “أنصح كل امرأة بتعلم مهنة أو حرفة لتستفيد هي وأسرتها وتفيد المجتمع”.