يونس خلف
أمين السر العام لاتحاد الصحفيين السوريين
لا يحتاج الأمر إلى كثير من الجهد والتفكير أوحتى إلى تقديم مؤشرات ودلائل كثيرة لتأكيد حقيقة ان جميع المشاريع الاستعمارية الأمريكيّة قد فشلت سواء في أفغانستان أوالعِراق أو اليمن والفشل الذريع سيكون أيضا في سورية .
السوريون الذين تعرضوا لحرب عدوانية عسكرية واقتصادية وإعلامية وإلى محاولات يائسة من إدارة الحرب لضرب حتى الحياة المعيشية والاجتماعية يدركون ويثقون أن الناتج النهائي للمشروع الأمريكي هو الفشل والهزيمة. وأن الأراضي والمناطق التي تحتلها القوات الأمريكية ستتحرر وأن آبار النفط ستعود لتضخ من جديد في شرايين الاقتصاد السوري ، ورهان الشعب السوري لا يأتي من فراغ بعد أن أثبت للعالم كله أن معادلة النصر هي صمود الشعب وبطولات الجيش وتضحيات الشهداء ، يضاف إلى ذلك المقاومة الشعبية التي تتسع وتتعزز يوما بعد آخر لطرد قوّات الاحتِلال الأمريكي وإستعادة السّيادة السوريّة إلى كامل أراضيها ، ولاشك أن المحتل الامريكي يعلم أن هذه المُقاومة دائماُ يكون خيارها الوحيد المواجهة وحليفها النّصر .
أكثر من ذلك المواطن السوري بتربيته السياسية ووطنيته يدرك أن المؤامرة دائماً موجودة طالما أن سورية تعمل باستقلالية وطالما أنها تتخذ قراراتها بمنهجية لا تعجب الكثيرين وطالما أن هناك خصوماً أو أعداء فلابد أن تكون المؤامرة موجودة ، ويدرك أيضاُ أنه كان المطلوب تغيير الوجه السياسي والثقافي والبشري للمنطقة وإعادة رسم خارطتها من جديد بما يخدم استراتيجيات ومصالح بعض القوى الأجنبية وفي مقدمتها إسرائيل وأن هذه المؤامرة الكبرى تسعى من ورائها قوى أميركية وأوروبية إلى تصفية حساباتها مع سورية وذلك لمواقفها القومية والوطنية الثابتة والمبدئية ، كما إن كل سوري يعرف تماماً مدى الضغوط والمخاطر والمؤامرات التي تحاك ضد سورية فإذا ما عدنا إلى الشروط الأمريكية في بداية الحرب على العراق وعندما كانت على حدود سورية عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين الذين يهددون سورية و عندما استعاد جاك شيراك تاريخ الاستعمار الفرنسي، مهدداً بإغراق سورية بالدم ، هذا بالإضافة إلى فرض أشد أنواع الحصار لإخضاع سورية ، لكن الشعب السوري استطاع تجاوز كل هذه الضغوط وأفشلها ، فمن الطبيعي أن يراهن بثقة كبيرة على فشل وهزيمة المشروع الأمريكي الاستعماري في سورية .