قصة الجدار لسارتر يحولها فنانون سوريون إلى عرض راقص

للأديب الفرنسي جان بول سارتر بعنوان الجدار عرضهما الراقص بالاسم ذاته ليقدماه عبر ثلاث أمسيات في صالة الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون.

اعتمد العرض على مدى 45 دقيقة على ثماني لوحات راقصة لعدد من الراقصين والراقصات من النمط المعاصر ما بين الأشكال الجماعية والثنائية ليغوص في عوالم النفس البشرية عندما تقف أمام خيارات الحياة والموت عبر محاولة لتعرية هذه المواقف الوجودية والعلاقات الإنسانية وما يرتبط بها من قرارات مصيرية.

ويحسب لمصممي العرض الجرأة في تناول نص أدبي واقتباس عرضهما الراقص من أفكاره النفسية والفكرية العميقة لتتحول إلى لغة الجسد التي قدمها راقصون وراقصات شباب الذين بدا واضحاً حماسهم لتقديم عرض مختلف بأفكاره وأدائه رغم صغر سنهم ومحدودية خبرتهم في تقديم مثل هذه العروض المركبة والصعبة.

وشكلت الموسيقا التي ألفها ووزعها المايسترو رعد خلف الحاضر الأقوى في العرض من خلال قدرتها على نقل المناخات النفسية المعقدة لأبطال الحكاية بتوليفة موسيقية مميزة قدمت الكثير من الخيال للمصممين زهر الدين وحمزة ليجسداها بحركات وتشكيلات معبرة بلغة الجسد.

أما السينوغرافيا التي صممها كل من أحمد الصوفي وانجي سلامة فاعتمدت الجدار في عمق الخشبة على شكل مربعين ضخمين تتشابك الخيوط في نسج مساحتهما الداخلية مع إمكانية فتحهما واغلاقهما بحركة من الراقصين الذين بدؤوا عرضهم من هذا الجدار بوضعيات متنوعة تعكس حالة التشظي والانغلاق على الذات والضياع في متاهات النفس الداخلية وبأزياء صممتها لوتس الجردي عكست الحالة النفسية للأبطال