بحكايات من الخيال والتراث الشعبي وبأسلوب شيق يجذب الحكواتي أنور باكير الأطفال إلى صندوقه “صندوق الدنيا” أو “صندوق العجايب” كما يسميه البعض ليسرد عليهم قصصا تحمل الكثير من العبر والحكم عن الوفاء والصدق والمحبة.
ويحرص الحكواتي باكير على ارتداء الزي الشعبي التراثي “الطربوش والشروال والقميص المطرز” أو الزي الذي ارتداه الفنان دريد لحام عندما أدى شخصية “غوار الطوشه” بمسلسله الشهير “صح النوم” موضحاً أنها أزياء محببة لدى الناس على اختلاف أعمارهم ولا سيما الأطفال حيث ترسم البسمة والفرح على وجوههم.
الرغبة بإحياء التراث القديم هدف باكير في هذا العمل الذي يعتبره وفق حديثه لمندوبة سانا أداة لتعريف أبناء الجيل الجديد بتراث الآباء والأجداد حيث كان لـ “صندوق الدنيا” في السابق أهمية كبرى لدوره في نقل القصص والحكايا الشعبية وأخبار الحياة الاجتماعية والسياسية اذ كان يجول الحارات في المدن والقرى في المناسبات والأعياد منادياً الصغار والكبار لمشاهدة قصصه بمساحة من الفرح.
صندوق باكير الخشبي يحوي الكثير من الشخصيات المحببة والمعروفة مثل كركوز وعيواظ وغيرهما من الشخصيات التاريخية وتقدم هذه الشخصيات حكايات شعبية عن الحارات الدمشقية وعادات وتقاليد أهلها إضافة إلى قصص عن القيم الإنسانية التي يتميز بها المجتمع السوري وقصص أخرى خاصة بالأطفال مثل “ليلى والذئب والاميرة النائمة والدجاجة الذهبية” حسب وصفه.
صندوق العجايب شكل مشروعاً متناهي الصغر أنجزه باكير بيديه فصنعه من ألواح خشبية ثبتها بمسامير حديدية وجهزه بـ 4 عدسات مكبرة لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الأطفال لمشاهدة الصور والرسوم المتحركة التي رسمها بنفسه على رول ورقي بطول 20 متراً ملفوف على بكرة مثبتة داخل الصندوق ومتصلة بمقبض خشبي لتحريكها وسحب الصور.
ورأى صاحب “صندوق الدنيا” أن من أهم ميزات الحكواتي أن يكون اجتماعياً وشعبياً ملما بالثقافات لأن أغلب قصصه وحكاياته مأخوذة من المجتمع مع الحرص على أن تحمل كل قصة الفرح في نهايتها لبث الأمل في نفوس متابعيها وبعد الانتهاء من حكاياته يسأل باكير الأطفال عن العبرة والمغزى من القصة التي سمعوها ليسردها كل منهم بأسلوبه وطريقته ثم يقوم بعد ذلك بتوزيع السكاكر والملبس المحفوظة في مجمع صغير أعلى “صندوق الدنيا” كمكافأة وتشجيع لهم على حسن الانصات والتركيز.
اختتم باكير الذي يعرض حكايا صندوقه ضمن فعاليات معرض أزهار الخريف المقام حالياً بخان أسعد باشا حديثه بالقول إنه يعمل بهذه المهنة منذ أكثر من عشر سنوات ويشارك بكل المعارض والفعاليات الثقافية والسياحية لإعادة إحياء التراث بشكل تربوي وتعليمي وترفيهي يستفيد منه أكبر عدد من الأشخاص على اختلاف أعمارهم وأماكن سكنهم.
سانا