أزمة المهاجرين تتفاقم وسط محاولات أوروبية للتهرب من المسؤولية

تتفاقم أزمة آلاف المهاجرين الموجودين منذ أيام على الحدود بين بيلاروس وبولندا التي تصر على منعهم من عبور أراضيها باتجاه الدول الأوروبية وتستخدم الجيش والأمن في سبيل ذلك وسط تردي لأوضاعهم في ظل درجات حرارة متدنية جداً وصلت إلى حد التجمد.

وزارة الخارجية البيلاروسية حذرت في بيان أمس الجانب البولندي من اللجوء إلى أي استفزاز لتبرير أعمال حربية جديدة غير مشروعة ضد المهاجرين الذين وصفتهم بأنهم مدنيون مساكين بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.

وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين رفض بدوره الاتهامات البولندية لبلاده بتدبير موجة الهجرة معتبراً أن لا أساس ولا مبرر لها متهما الجانب البولندي بنشر آلاف الجنود على الحدود المشتركة دون إخطار بيلاروس وبما يخالف الاتفاقات الثنائية الموقعة بين البلدين.

وبحث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والبيلاروسي الكسندر لوكاشينكو خلال اتصال هاتفي امس أزمة المهاجرين وعبرا عن قلقهما إزاء وجود القوات البولندية على الحدود.

وواصلت بولندا استخدام كل الوسائل لمنع المهاجرين من الدخول إلى أراضيها وقال الناطق باسم شرطة منطقة بودلاسكي توماش كروبا “خلال الساعات الـ 24 الماضية أوقفت الشرطة أكثر من 50 شخصا قرب بيالفييزا بعدما عبروا الحدود بشكل غير قانوني”.

وأعلن حرس الحدود البولندي أنه أحبط خلال الساعات الماضية 599 محاولة لعبور الحدود بشكل غير قانوني من بيلاروس.

وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك قال في تصريح إذاعي “إن الوضع ليس هادئاً على الحدود وإن حوالي 15 ألف عسكري يقومون حاليا بتوفير الأمن على الحدود” مشيراً إلى أن مجموعات أصغر من المهاجرين تحاول اختراق حدود بلاده اليوم.

روسيا من جانبها رفضت على لسان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اتهامات رئيس الوزراء البولندي الذي حمل موسكو مسؤءولية أزمة الهجرة على الحدود بين بولندا وبيلاروس.

وقال بيسكوف في مؤتمر صحفي اليوم “نعتبر تصريحات رئيس الوزراء البولندي بأن روسيا مسؤولة عن هذا الوضع غير مسؤولة وغير مقبولة على الإطلاق”.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا طالبت أمس بولندا باستقبال المهاجرين وقالت “من الأجدى بالسياسيين البولنديين الذين يهاجمون الرئيس البيلاروسي ويتهمون مينسك بإحداث أزمة المهاجرين أن يتذكروا أن وارسو لعبت دورا بارزا في تدمير العراق”.

بدورها أبدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قلقها إزاء أزمة المهاجرين ودعت إلى وقف استغلال الضعفاء في أغراض سياسية.

سانا