صعوبة الظروف لا تثني من يمتلك الإرادة القوية عن تحقيق النجاح في كل مجالات الحياة وتشكل لدى البعض منطلقاً للوصول وإعادة بناء مستقبله وتحسين أوضاعه الاجتماعية.. بهذه الأفكار الإيجابية نجحت الشابة هادية نابوتي حيث ترجمتها وقطفت ثمارها عبر مشروع صغير لصناعة قطع الكروشيه.
هادية نابوتي ذات الـ37 عاماً وأم لثلاثة أطفال غادرت مع عائلتها منزلها في حي جوبر بدمشق عام 2015 بسبب وجود التنظيمات الإرهابية ورغم كل صعوبات التهجير استمرت بهوايتها في التطريز وشغل السنارة والشك اليدوي وأكملت دراستها في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق اختصاص الرسم.
كان عملها في البداية لغرض ملء أوقات الفراغ والتسلية حسب نابوتي التي بينت لـ سانا أنه بعد إنتاج عدد من القطع التي لاقت إعجاباً كبيراً من قبل زملائها وأقاربها وبتشجيع منهم قامت بإنتاج كميات أكبر وبموديلات جديدة ومتنوعة.
الكروشيه أو شغل السنارة حرفة سهلة يمكن تعلمها بسهولة لأنها لا تحتاج إلا لمعرفة القليل عن الغرز وكل ما تحتاجه هو سنارة وبعض الخيوط التي يتم اختيارها حسب نوع القطعة التي نرغب بصناعتها فهناك الصوف الناعم أو القطن ونوع الخيوط مهم في اختيار حجم السنارة المناسبة لها وكلما كانت الخيوط سميكة نحتاج إلى سنارة أكثر سماكة وفق نابوتي.
وتابعت نابوتي: في البداية يجب تعلم كيفية عقد الخيط على السنارة قبل البدء بالحياكة وهناك العديد من أنواع الغرز أبرزها غرزة السلسلة وغرز تستخدم عند عمل دائرة وتشكيل حلقة أو الإغلاق في نهاية المنسوجات والخطوة الأخيرة هي الجمع بين غرز الكروشيه المختلفة لتظهر بشكلها النهائي حسب نابوتي.
وتعبر نابوتي عن فرحتها بعد الانتهاء من إنتاج كل قطعة حيث تأخذ الكثير من الوقت والجهد اليدوي لإعطائها حقها وإظهارها بشكلها النهائي المميز مبينة أنها تقوم بإنتاج الحقائب اليدوية وأغطية المائدة والقبعات إضافة إلى الاكسسوارات وثياب الأطفال حيث تسوق منتجاتها عن طريق البازارات والمعارض ووسائل التواصل الاجتماعي وتجمع بين عملها وتربية أولادها ورعاية والدتها عن طريق تنظيم وقتها.
وحول الصعوبات التي تواجهها بينت نابوتي أن غلاء المواد المستخدمة يعد أبرز المشكلات حيث تضطر للتقليل من ربحها في القطعة لزيادة عدد المبيعات والاستمرار بشراء المواد إضافة إلى صعوبات التسويق لعدم وجود ورشة أو محل ثابت.
وتختتم نابوتي حديثها بالقول: “الكروشيه أصبحت جزءاً من حياتي فهي أكثر من مجرد هواية ممتعة تملأ الوقت وتمنحني راحة نفسية فضلاً عن أنها أصبحت مصدر دخل جيد لي يدعم عائلتي اقتصادياً”.
سانا