تشتهر قرى ومناطق ريف جبلة بإنتاج زيت الزيتون الخريج الذي يتميز بنكهته المميزة ولونه الأخضر الغامق ويعتبر من الزيوت المفضلة لدى الكثير من أهالي المنطقة والمناطق أخرى.
علي حمود من سكان قرية بسيسين بريف جبلة بين في تصريح لمراسلة سانا أوجه الاختلاف في كيفية تصنيع زيت زيتون الخريج بين الماضي والحاضر بحيث كانوا سابقاً يقومون بطحن الزيتون بآلة تدعى الباطوس وهي عبارة عن حجر كبير محفور على شكل جرن وفي داخله حجر دائري ومثقوب بالمنتصف يوضع فيه ذراع من الخشب ثم يضعونه في وعاء كبير يسمى الجعيلة ويتركونه حتى يطفو بعض الزيت في البداية ويسمى زيت الصقر الذي يتميز بمذاقه الحاد ثم تعصر عجينة الزيتون باليد ومرة أخرى يضعونها في حفرة مجهزة ويسكبون عليها الماء المغلي ويحركونها بعد ذلك يطفو الزيت على سطح الماء ويتم قطفه باليد ويعبأ بأجران وهي حسب وصفه عملية صعبة وطويلة أما الآن فيتم غلي الزيتون في وعاء كبير حتى ذبول حبة الزيتون ثم تتم تصفيته جيداً من الماء بعدها ينثر ويغطى جيداً ويترك ليتخمر لمدة أقصاها 10 أيام ثم يعبأ بأكياس ليعصر في المعاصر الحديثة.
دكتورة التاريخ في جامعة تشرين إيفا الخطيب توضح أن صناعة زيت الزيتون في سورية تعود للفترة الرومانية وخاصة في منطقة الساحل والمنطقة الشمالية فقد تنوعت معاصر زيت الزيتون حجماً وشكلاً والبعض منها كان موجوداً في ساحات المنازل وفي مبان خاصة في محيط القرية.
بدوره أكدالدكتور مسعود البدوي مدير دائرة الاثار في جبلة أن زيت زيتون الخريج تشتهر به منطقة جبلة وما زال الأهالي يعمدون إلى استخراجه لعدة أغراض منوهاً بأهميته الكبيرة عبر التاريخ حيث كان يصدر للعديد من الدول الواقعة ضمن حوض البحر المتوسط وعثر ضمن مقابر فرعونية في مصر على جرار تخزين مستوردة من الساحل السوري وغالبا من سهل جبلة.
من جهتها بينت المهندسة الزراعية ربا معلم رئيسة مخبر تحليل زيت الزيتون في اللاذقية أن استخراج الزيت الأسود الغامق هو ثقافة شعبية قديمة موروثة وخصوصاً بريفي جبلة وبانياس وكان يتم استخراجه منزلياً من زيتون اللقاط أو آخر الموسم للمتبقي على الشجر لأن كميته قليلة فاستساغ البعض طعمه وصار يعصر بكميات كبيرة.