يقدم الجريح عزام أحمد في كتابه الثاني (حكاية جرح) من سلسلة (ولنا في الخيال حياة) قصصاً وحكايات لعدد من زملائه الجرحى من بواسل الجيش العربي السوري مستعرضاً صوراً حاضرة في ذاكرتهم قبل الحرب الإرهابية وخلالها وما بعدها وتضحياتهم بوجه الإرهاب وجرائمه.
الجريح أحمد لم تعقه إصابته البصرية وأصر على الاستمرار بالحياة بقوة وخاض جوانب عدة حيث حصل مؤخراً في دورة ألعاب الأولمبياد التي أقيمت في اللاذقية على ميداليتين فضية وبرونزية.
ويوضح أحمد في حديث مع سانا أن السلسلة المذكورة عنون كتابها الأول العام الماضي بـ (رجال الفرقة 17) أوجز فيه صمود بواسلنا بوجه قطعان الإرهابيين التكفيريين بعد جهد سنة ونصف السنة والذي كان بمثابة وثيقة حرب.
ووضع قارئ كتابه الثاني (حكاية جرح) أمام روايات عن 14 بطلاً من جيشنا في ستة فصول حملت عناوين عدة منها (أخطاء لا تغتفر- الوحي – الرؤى اليقين) معتمداً بساطة اللغة والتشويق في السرد مع التركيز على الوجدانيات مقدماً حالاتهم قبل الإصابة وخلالها وبعدها وذلك بعد أن زار نحو 30 منهم ليستمع عن قرب إلى ما يدور في ذهنهم وما يذكرونه من قصص وأحداث.
الكتاب الذي استضاف المركز الثقافي العربي في طرطوس حفل توقيعه بدعم من فريق (جريح وطن) تحدثت عنه الكاتبة ضحى أحمد بعد تقديمها قراءة نقدية حوله إضافة إلى دورها بتدقيق الكتابين مسبقاً بأن الكاتب تناول في كتابه الثاني نمطاً مختلفاً عن كتابه الأول باعتماده على التنوع والتجديد في فن التناول عبر السيرة الذاتية والمقاطع والرواية مستخدماً عناوين لافتة وإظهار تمسك الجريح بالأمل.
وأشارت أحمد إلى النهاية التي ختم بها الكاتب كتابه معتمداً النتيجة التي أوصلت الجريح علي بلول إلى بروفيسور أعاد له الأمل بالوصول إلى علاج له بعد فقدانه البصر نتيجة تأذي شبكية العين لديه ما خلق لديه ولدى كل مصاب فسحة جديدة بإمكانية العلاج والشفاء.
الجرحى الذين تناول عزام قصصهم في كتابه أكدوا تميز التجربة ورمزيتها عبر سرد مسيرة طويلة لهم روت جانباً من الحياة العادية قبل الحرب ولحظات مؤثرة عاشوها خلال تصديهم للإرهاب والبطولات الكبيرة التي جسدوها معاً كإنقاذ جريح أو الإصرار على الاحتفاظ بجثمان شهيد طاهر كي لا يبقى بيد الإرهابيين.
الجريح علاء غانم أوضح أن الكاتب صور بعضاً من قصص زملائه الجرحى بطريقة إبداعية لكونه عاش معاناتهم فكان الأقدر على إيصال الصورة الحقيقية عنهم في حين وصف الجريح سائر حسين تجربة الجريح عزام بتوثيق أحداث ومعارك وقصص بطولية عن بعض رجال الجيش بالرائدة لأنها تمثل ذاكرة وطن للجيل القادم لتبقى حاضرة إلى الأبد في الوقت الذي نذهب فيه نحن.
سانا