تحدث عدد من أهالي العائدين إلى منازلهم في حيي باب عمرو والسلطانية ومنطقة بساتين باب عمرو لـ«الوطن» عن معاناتهم من مشكلة النقل وعدم وجود وسائل نقل جماعية بالشكل الذي يلبي احتياجاتهم ويخدم أحياءهم ومناطقهم التي عادوا إليها بعد أن هجرتهم العصابات الإرهابية منها منذ أعوام مضت، إضافة إلى عدم وجود الشبكة الكهربائية على الإطلاق في السلطانية وعدم استكمالها في منطقة بساتين باب عمرو.
وأشار المشتكون إلى أن الكثير من الأهالي الذين لم يعودوا إلى منازلهم حتى الآن في تلك الأحياء يرغبون بالعودة إليها لكن وجود تلك المشكلات الخدمية وعدم إمكانيتهم المادية لإعادة تأهيل منازلهم وترميمها من جديد يعيق عملية عودتهم.
من جانبه بين رئيس مجلس مدينة حمص عبد اللـه البواب لـ«الوطن» أن مجلس المدينة نفذ العديد من العقود والأعمال الخدمية من ترحيل للأنقاض وفتح الشوارع وغيرها في حيي باب عمرو والسلطانية ومنطقة بساتين باب عمرو تسهيلاً لعودة الأهالي المهجرين منها بفعل المجموعات الإرهابية المسلحة، موضحاً أنه تم ترحيل 27 ألف متر مكعب من الأنقاض في تلك الأحياء وبقي نحو 11 ألف متر مكعب منها موجودة ضمن ثلاثة تجمعات، مؤكداً أن جميع الشوارع في تلك الأحياء بما فيها الشوارع الفرعية مفتوحة حالياً.
وأشار إلى أن نسبة تنفيذ شبكة الكهرباء في حي باب عمرو 100 بالمئة وبالبساتين 15 بالمئة بينما ما تزال نسبتها في حي السلطانية صفراً بالمئة، وبالنسبة إلى نسبة تنفيذ شبكة الهاتف الأرضي فلا تتعدى 30 بالمئة في تلك الأحياء، على حين وصلت نسبة تنفيذ شبكتي المياه والصرف الصحي فيها إلى 100 بالمئة، لافتاً إلى أن وضع الشوارع في تلك الأحياء جيدة نسبياً وبعضها يحتاج إلى ترميم، على حين تحتاج الحدائق الموجودة فيها إلى صيانة، وأما الأرصفة وإنارة الشوارع فهي تحتاج إلى صيانة كاملة.
وكشف البواب عن أن عدد الأسر التي عادت إلى منازلها في تلك الأحياء والمناطق وصلت إلى 4670 أسرة منذ إعادة الأمن والاستقرار إليها وهي تشكل نسبة 35 بالمئة من إجمالي عدد الأسر التي كانت قاطنة فيها بالسابق والتي كانت تبلغ حينها 16 ألف أسرة، مبيناً أن عدد العائلات التي عادت إلى منازلها في حي باب عمرو 4563 أسرة والتي عادت إلى البساتين 35 أسرة والتي عادت إلى السلطانية 72 أسرة، مشيراً إلى أن عدد المواطنين الذين عادوا إلى منازلهم في تلك الأحياء والمناطق يقدر بنحو 23.4 آلاف مواطن منهم نحو 22.8 ألف مواطن عاد إلى حي باب عمرو ونحو 400 مواطن عاد إلى حي السلطانية وما بين 175 إلى 200 مواطن عادوا إلى منطقة بساتين باب عمرو.
ولفت إلى أن عدد المنازل التي تم إعادة ترميمها عن طريق المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية بلغت 7 منازل فقط، مؤكداً أنه يتم حالياً السعي من مجلس المدينة لإعادة دخول الجمعيات والمنظمات إلى تلك الأحياء لترميم ما تبقى من المنازل التي تحتاج إلى إعادة تأهيل، مشيراً إلى أن عملية عودة الأهالي إلى حيي باب عمرو والسلطانية والبساتين مستمرة حالياً وهي تتزايد يوماً بعد يوم، وأن مجلس المدينة يقدم كل التسهيلات والخدمات وفق الإمكانيات المتاحة، ويعمل على منح رخص ترميم للأهالي العائدين بشكل يومي تقريباً.
وبين أنه يتم العمل حالياً على معالجة مشكلة النقل الجماعي في تلك المحاور بتفعيل عقد مع شركة خاصة، وأن المجلس يعمل على تذليل كل المعوقات التي تعوق عودة باقي الأهالي إلى منازلهم في تلك الأحياء مع مختلف الدوائر والمؤسسات الحكومية.
الوطن