يقدم اكتشاف جديد دليلا قاطعا على أن البشر كانوا في أمريكا الشمالية في وقت أبكر بكثير مما كان يعتقده علماء الآثار سابقا، قبل 7000 عام.
وعثر على آثار أقدام أحفورية على شاطئ قاع بحيرة قديم في متنزه وايت ساندز الوطني في نيو مكسيكو، ويعود تاريخها إلى ما قبل 23 ألف عام، ما يجعلها الأقدم على الإطلاق في أمريكا الشمالية.
وهذا التوقيت يعني أن البشر احتلوا الأجزاء الجنوبية من القارة خلال ذروة العصر الجليدي الأخير، وهو ما يقلب فهمنا السابق لوقت وكيفية انتقالهم جنوبا.
وكانت الفكرة السابقة هي أن أول من احتل أمريكا الشمالية عبروا جسرا بريا كان موجودا بين سيبيريا الحديثة وألاسكا خلال العصر الجليدي الأخير، ما بين 26500 و19 ألف سنة مضت.
ووفقا لهذه النظرية، كان عليهم الاستقرار بالقرب من القطب الشمالي لأن الصفائح الجليدية التي تغطي كندا جعلت من المستحيل عليهم الذهاب جنوبا.
ثم لاحقا، بمجرد ذوبان هذه الأنهار الجليدية منذ ما بين 13500 و16 ألف عام، بدأت الهجرة نحو أمريكا الجنوبية.
وقالت سالي رينولدز، عالمة البيئة القديمة في جامعة بورنماوث في إنجلترا والمؤلفة المشاركة في الدراسة الجديدة، إنه من المرجح أن البشر هاجروا جنوبا في موجات متعددة، وواحدة منها كانت قبل العصر الجليدي الأخير. وقد يكون هؤلاء الأشخاص الأوائل أبحروا أسفل ساحل المحيط الهادئ.
وباستخدام التأريخ بالكربون المشع لطبقات الرواسب فوق وتحت المسارات، قام خبراء من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بتأريخ آثار الأقدام على مدى 2000 عام على الأقل، وفقا لبحث نُشر اليوم في مجلة Science.
ويعود تاريخ أقدم المسارات إلى نحو 23 ألف عام، وهي الفترة التي تتوافق مع العصر الجليدي الأخير الأقصى، عندما غطت الصفائح الجليدية معظم أمريكا الشمالية وكان مستوى سطح البحر أقل بنحو 400 قدم عن اليوم.
ويعارض دان أوديس، المستشار العلمي في National Park Service، أن آثار أقدام منتزه وايت ساندز هي “دليل قاطع على الوجود البشري في الأمريكتين خلال العصر الجليدي الأخير الأقصى”.
ويعتقد معظم الأكاديميين أن البشر هاجروا من آسيا إلى الأمريكتين خلال جسر بري عبر مضيق بيرينغ، وهو الآن تحت الماء ويشكل بحر بيرنغ بين ألاسكا وروسيا.
ولكن خلال العصر الجليدي، الذي بدأ منذ نحو 33 ألف عام واستمر حتى قرابة 16 ألف عام، تم إغلاق هذا الطريق بواسطة الأنهار الجليدية.
ويقول الباحثون إن الآثار الجديدة، المسطحة، وهي إشارة محتملة على أن الناس كانوا حفاة، تقدم لمحة عما كانت عليه الحياة خلال العصر الحجري القديم الأعلى، الذي بدأ منذ حوالي 40 ألف عام.
ووجد الفريق أن معظم المسارات تعود للمراهقين والأطفال، ما قد يشير إلى أن الصغار لعبوا في المنطقة بينما كان البالغون يصطادون ويتجمعون.
وقال المؤلف المشارك ماثيو بينيت، الجغرافي بجامعة بورنماوث، في بيان: “إن آثار الأقدام المتبقية في وايت ساندز تعطي صورة لما كان يحدث، حيث يتفاعل المراهقون مع الأطفال الصغار والبالغين”.
وأضاف بينيت: “يمكننا أن نفكر في أسلافنا على أنهم عمليون تماما، وهم يصطادون ويبقون على قيد الحياة، لكن ما نراه هنا هو أيضا نشاطا للعب، والذي يجمع أعمارا مختلفة معا. إنها رؤية حقيقية لهؤلاء الأشخاص الأوائل”.
المصدر: ديلي ميل