يواصل منحى انتشار فيروس كورونا تصاعده محلياً حيث بلغ عدد الإصابات المسجلة أمس وفق بيانات وزارة الصحة 235 إصابة جديدة ليكون أعلى رقم يومي مسجل منذ الإعلان عن أول حالة في البلاد في آذار العام الماضي.
الدكتور عصام زكريا الأمين مدير عام مشفى المواساة الجامعي بدمشق أكد في تصريح لـ سانا اليوم أن عدد الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا والمقبولة في المشفى وصل إلى 78 حالة منذ بداية شهر أيلول الجاري وحتى اليوم وان أعداد المقبولين والمراجعين للمشفى اقتربت من الأعداد المسجلة خلال الذروات السابقة لانتشار الفيروس.
وأوضح الدكتور الأمين أن الحالات المذكورة معظمها مثبتة والحالات الأخرى تنتظر نتيجة اختبار الـ (PCR) لتشخيص الإصابة مبيناً أن نسبة الاستيعاب والإشغال الحالية لغرف العزل والعنايات المركزة المخصصة لمرضى كورونا في المشفى وصلت تقريباً إلى مئة بالمئة.
وأشار إلى أن الحالات المشتبهة والمقبولة في المشفى “الشديدة والحرجة” ازدادت ستة أضعاف عن الحالات المسجلة عندما كان المنحنى الوبائي للفيروس في حدوده الدنيا حيث بلغت الحالات المشتبهة والمقبولة في المشفى خلال شهر آب كله 62 حالة فيما لم تتجاوز خلال شهري حزيران وتموز الماضيين ال 12 أو 13 حالة.
ولفت الدكتور الأمين إلى أن المشفى رفع من جاهزيته وساير المنحنى الوبائي للفيروس ليصل عدد الأسرة المخصصة لحالات كورونا 60 سريراً معتبراً أن البلاد دخلت منذ أسبوع بذروة رابعة لانتشار الفيروس من ناحية الحالات الشديدة والحرجة وأنه لم يتم تحديد نوع الطفرة الجديدة المنتشرة حالياً في سورية لعدم توافر التقنية المخبرية التي تحدد نوعية المتحورات الفيروسية.
وأشار إلى أن 80 بالمئة من إصابات كورونا المسجلة في العالم هي لمتحور “دلتا” الهندي الذي يتميز بانتشاره وسرايته العالية حيث يصيب الأنسجة الرئوية وأبرز أعراضه الرشح والآلام البلعومية وارتفاع الحرارة خلافاً للمتحورات السابقة التي كانت أبرز أعراضها فقدان حاستي الشم والتذوق.
ولفت إلى أن متحور “دلتا” أقل خطورة من المتحورات السابقة من ناحية الحالات الشديدة والحرجة وكذلك الوفيات المسجلة ولكن تتمثل خطورته بانتشاره السريع وسرايته العالية.
وعزا الدكتور الأمين أسباب الموجة الحالية إلى التراخي بالإجراءات الاحترازية والوقائية وعدم ارتداء الكمامة وتجنب الازدحام وكذلك التردد في أخذ اللقاح المضاد لكورونا حيث لا يتجاوز عدد الملقحين في سورية الـ 440 ألف شخص وهؤلاء نسبة بسيطة من عدد السكان مبيناً أن كسر حلقة انتشار الفيروس لن تتم إلا حين يصل عدد الممنعين في المجتمع سواء بالإصابة أو بأخذ اللقاح إلى 70 بالمئة.
وجدد مدير المشفى التأكيد على أن اللقاحات المضادة لكورونا والتي اعتمدتها منظمة الصحة العالمية تغطي جميع الطفرات الحالية كما أن المقاربة العلاجية نفسها فيما يخص نوع المتحور الفيروسي مؤكداً أن أخذ الاحتياطات والالتزام بالإجراءات الوقائية المعروفة في ظل عدم وجود علاج ودواء نوعي لكورونا واجب يجب عدم الاستهتار به وكذلك التشجيع على أخذ اللقاح المضاد للفيروس والذي يقي من الإصابات الشديدة والحرجة حيث يزداد عدد الذين يدخلون غرف العناية المركزة من غير الملقحين أكثر بـ 25 مرة مقارنة مع الملقحين أي أن الحالات الحرجة والوفيات تكون أكثر بـ 25 مرة عند الذين لم يأخذوا اللقاح مقارنة مع الملقحين.
وأكد الأمين أن اللقاح المضاد لكورونا بأنواعه آمن ووصل عدد الذين تلقوه على مستوى العالم إلى ستة مليارات شخص وأن تأثيرات اللقاحات بمعظمها متشابهة ولا داعي للقلق والتردد مشيراً في هذا الصدد إلى أنه يمكن للشخص الذي أصيب بالفيروس أخذ اللقاح بعد ستة أسابيع.
وفيما يتعلق بإعطاء اللقاح ضد كورونا للكوادر الصحية أوضح الأمين أنه تم تطعيم نحو 2400 من الكوادر الصحية بمشفى المواساة والمشافي الجامعية الأخرى “البيروني والتوليد وجراحة القلب والأطفال” مشيراً إلى أن عملية التطعيم شملت أيضاً طلاب كلية الطب بجامعة دمشق الراغبين بذلك.
ووفقا لأحدث إحصائيات وزارة الصحة بلغ العدد الإجمالي لإصابات كورونا المسجلة في سورية حتى الآن 31148 شفيت منها 23155 وتوفيت 2146 حالة.
هيلانه الهندي