تقدم مجموعة من مالكي سيارات «البيك آب» الزراعية والخاصة والفانات العاملة على المازوت في محافظة طرطوس بشكوى خطية لـ«الوطن» شرحوا فيها المعاناة التي يعيشونها بسبب عدم تعبئة مادة المازوت المخصصة لهم من قبل شركة محروقات واضطرارهم للشراء من السوق السوداء وانعكاسات ذلك على عملهم وعلى أسعار المواد الزراعية وغير الزراعية التي ينقلونها وبالتالي على العملية الإنتاجية بشكل عام.
ويقول هؤلاء: منذ ٣ سنوات تم إصدار بطاقات ذكية لنا من أجل الحصول على مخصصاتنا من مادة المازوت لسياراتنا التي نعمل عليها بنقل الخضار والمواد التموينية والأعمال الحرة للحرفيين وتمت تعبئة بعض الكميات لنا بفترات متباعدة وبكميات تقل عن المخصصات ومن محطات مختلفة، لكن منذ مدة وحتى الآن لم تتم تعبئة أي كمية لنا وبتنا نعاني الكثير بسبب توقفنا عن العمل لإطعام أطفالنا أو بسبب الشراء من السوق السوداء حيث ندفع ثمن الليتر 3000 ليرة إذ إن المازوت موجود بكميات كبيرة تطرح الكثير من التساؤلات حول سوء الإدارة وسوء التوزيع -خاصة أننا نشتري المازوت الحر من أصحاب السرافيس- وهذا يؤدي إلى غلاء الخضار والمواد التموينية.
وختموا شكواهم بمطلب محق بمعاملتهم مثل سيارات البنزين وتخصيصهم بكمية شهرية وتعبئة جزء منها كل أسبوع بموجب رسالة على الموبايل، علماً أن كل سيارة بيك آب يحق لها تعبئة ٤٠ ليتراً كل ١٠ أيام وفق التعليمات.
هذه الشكوى وضعناها على طاولة محافظ طرطوس رئيس لجنة المحروقات فوجّه بيان عثمان عضو المكتب التنفيذي لقطاع التموين والمحروقات بالتدقيق فيها وإجابتنا عنها، حيث قال: بخصوص عدم التعبئة لسيارات البيك آب الزراعية والخاصة والفانات فإنها تحصل على مخصصات كل عشرة أيام ولكن في أوقات الوفرة فقط أما لجهة أن أصحابها يشترون من مخصصات السرافيس بأسعار مضاعفة فقد يكون في هذا الأمر بعض الصحة لأن كافة الخطوط يخضع الإشراف عليها مباشرة لعناصر الشرطة.
وأضاف موضحاً: مثلا كراجات الانطلاق في كل المناطق فإن عناصر الشرطة هم من يختمون الدفاتر ويعدون النقلات فلو وفّر كل سائق نقلة واحدة وختم له الشرطي على أنه موجود يكون وفر ١٠ ليترات مازوت وفي بعض المناطق هنالك سرافيس متسربة من خطوطها ونجد ذلك عندما نجري تعداداً مفاجئاً للسرافيس العاملة على الخط وتكون تأخذ مخصصاتها بالاتفاق مع المحطات ومن دون الحضور إلى الكراجات لعدم تفعيل الربط المكاني الذي طالبنا به سابقاً، علماً أن المحافظ راسل الوزارة من أجل هذا الأمر منذ سنتين، إضافة إلى أنه لدينا نحو ٦٠٠ سرفيس تعمل ضمن مدينة طرطوس ومراقبتها مرهونة بالشرطة والنقابة وعندما نجري تفقداً مفاجئاً للخط يحضر الجميع خلال ساعة!
وختم عثمان بالقول: وإضافة لما تقدم يمكن القول إن بعض الذين يأخذون مازوتاً زراعياً يبيعونه أو يبيعون بعضه لأنه قد يوفر لهم المال الأكثر وقد يكون بعض المازوت الموجود في السوق السوداء مما يتبقى لدى المتعهدين بعد تنفيذ عقودهم.
محروقات تعترف
ولمعرفة وجهة نظر شركة محروقات بمطلب هؤلاء المتعلق بتفعيل نظام الرسائل وتخصيصهم بالكميات المحددة لهم كل أسبوع أو عشرة أيام على البطاقة الإلكترونية أقر مصدر مسؤول في الشركة بصحة شكوى هؤلاء وأحقية مطلبهم لكنه أشار إلى أن قلة المادة هي السبب في التأخير بالتعبئة لهم في الفترة الأخيرة، حيث إن الأولوية تعطى للمشافي والنقل العام والمخابز ومنشآت القطاعين العام والخاص الإنتاجية وأكد أن العمل جار لتفعيل نظام الرسائل لكل سيارات البيك آب التي يقل وزنها عن خمسة أطنان لأنه ينظم العملية ويحقق العدالة بينها عندما تتوافر أي كمية لصالحها.
الوطن